jeudi 19 avril 2012

!اللهم إحمني من عذاب التفكير

هكذا كان الدعاء الذي نشره أحد الأشخاص في الفايسبوك وقد إستوقفني بما يحتويه من تلخيص واف وكاف لمأساة هذه الأمة العربية الإسلامية.
أمام الصعوبات والشكوك والأحزان التي ألمت بذلك القلب الوحيد الضائع، لم يجد غير الأب الأكبر، الإله الأوحد ليشكو له ضعفه وعجزه. إذ كيف يمكن لروح ضعيفة هائمة وسط أبالسة الخلق الأقوياء العارفين بخبايا الأمور وثنايا الحقائق، كيف يمكن لها أن تنجو بجلدها بأسهل السبل؟
مالذي ستفعله هذه الروح التائهة؟
هل ستعمل ليلا نهارا من أجل ثروة تقيها الحاجة وتعطيها العزة والكرامة والقوة؟ كلا فالعمل مضن وشاق. ومن المعروف أن العمل ليس إلا حيلة الغبي الذي لا يعرف طريقا سهلا للمال السهل.
هل ستعمل الفكر بقوة وصلابة من أجل فهم الوجود وإتقان الفن أو العلم أو الكتابة، فتأخذ من هذا عزة ورفعة وقوة نفس؟ كلا، فما هذه أرض فكر. لأن الفكر ليس من تقاليدنا العربية الإسلامية وهو مضاد للأعراف والتقاليد وأحكام الإسلام السمحاء. أعوذ بالله من الفكر والإبتداع!! (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار!!!)
ستلجأ إلى الله! إلى حضن الأب الدافئ الذي سيعطينا الحلويات دون ثمن، ويضلنا بسقف بيته الواسع من دون مقابل. حتى أنه سيقينا شر الذئاب والكلاب الضالة بهراوته الغليظة!!

هذه الروح الضعيفة الطفولية، تبتغي الطفولة الأبدية وتبتغي الضعف والعبودية الأزلية. إنها حقا لأخلاق عبيد، تلك الأخلاق التي تدعو إلى الهوان والضعف والجهل والإتكال والطمأنينة.
هكذا كان الدعاء : لقد إرتجت الله أن يعطيها كل شئ، لأن قلبها كان خاويا من الإرادة والعزم، وعقلها كان فارغا من إشتياق الحقيقة والعلم. لقد إرتجت أن يعطيها الله كل شيئ، بعد أن تخلت عن كل فضيلة يمكن أن تعطيها السعادة الحقيقية، سعادة الإنجاز والقوة والفكر.

Aucun commentaire: