mercredi 7 décembre 2011

لعبة المجلس التأسيسي



يمكن تلخيص اللعبة كما يلي:
النهضة تحب أن تثبت نجاحها وهي لذلك مستعدة لكل التنازلات والتضحيات. لذلك فهي لن تقوم بأي خطوة غير عقلانية في هذه السنة. فإن إنتهت السنة بدون مشاكل كبرى ومع إنهاء الدستور سيكون ذلك إنجازا عظيما تستعمله في الإنتخابات القادمة وهي الأهم حسب رأيي. أي تغييرات كبرى لن تقدم عليها النهضة الآن لأنها لا تزال في وضعية ضعف حاليا.
المؤتمر والتكتل يتبعان إستراتيجيا التموقع في الوسط بما يعطيهم ذلك من قوة (حيث لا يمكن إقرار شيئ من دون رضى الحزبين!) ومن ضعف (حيث يتم إتهامهم مثل كل الكتل الوسطية بالتأرجح والليونة وعدم الوضوح...).
القطب والشيوعي والوطد وهي الأحزاب اليسارية "الأصيلة" تلعب على عامل الوقت. إذ هي تراهن على فشل النموذج النهضاوي "الليبرالي" وهو فشل محتوم مالم يقع نوع من الهروب إلى الأمام من أجل حل العقدة الإقتصادية المحتومة  (مشروع مفاجئ لوحدة عربية أو عودة لشكل من التسلط مثلا). إن عملية الإنتخاب بما هي إختيار حول الخيارات العاجلة للدولة تجعل من الخيار المعادي لرأس المال الخيار الطبيعي للطبقات الشعبية (والدليل على ذلك نجاح العريضة الشعبية!!) حتى ولو كان خيارا ضد مصلحتها على المدى البعيد (لأن لا تنمية من دون رأس مال، حتى في الأنظمة الإشتراكية!!).
أما عن الديمقراطي التقدمي، فهو يلعب لعبة المعارضة الأبدية ليطرح نفسه كالبديل الوحيد والطبيعي لحركة النهضة. وهي لعبة سياسية نفعية قبل كل شيئ ولا ترتكز على نظرة بعيدة للتطور السياسي. إذ، تاريخيا،  لا يمكن لحزب أن ينجح بمشروع معارضة وحسب!!

samedi 12 novembre 2011

التعصب

بعد ماعملنا حالة على ساركوزي وفلتمان، جاء الدور توة على أمير قطر! أيا تعرفوش كيفاش، نمشو ننسفوا كل المطارات ونكسروا النزل الكلها ونكسروا كل البارابولات الي تكرس في التبعية لفضائيات الغرب والشرق بحيث مايجينا حد ونعيشوا طلقاء كطيف النسيم!!
طبعا هذه المظاهرات والحركات ليست لأننا نخاف من الإستعمار الفرنسي أو الأمريكي أو القطري بل نكاية في طرف سياسي معين. فالإسلاميون دأبوا من قبل على تسمية اليساريين "بحزب فرانسا" وبما أن التجربة أثبتت أن الناس لا يحبون الحجج المنطقية والعقلية بل يفضلون التنبير والهزان والنفضان، فقد إنخرط اليساريون هم أيضا في اللعبة.
هكذا بقي مستوى الخطاب السياسي هزيلا جدا وتحول إلى تعصب تغذيه عقلية الفيراج التي جذرتها ثقافتنا الفقيرة.
هل سيؤدي ذلك إلى مكاسب لأي شخص؟ ربما لكن الخاسر الوحيد هو البلد إذ لايمكن تأسيس ثقافة سياسية حقيقية بالتعصب الأعمى والتلفيق والتشويه.
إن أردت النقد فليكن نقدك حقيقيا يذهب إلى قلب المشاكل بطريقة واضحة عقلانية ونزيهة بعيدة عن التحامل. هذا هو السبيل الذي يجب أن يعتمده أي سياسي على المدى الطويل حتى ولو كان سبيلا صعبا لا يعطي ثمارا بسرعة.
التعصب ووهم إمتلاك الحقيقة هو أكبر مصائب الحضارة العربية الإسلامية وهي إحدى أسباب تخلفها. لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة مهما كانت شهاداته ودرجاته العلمية. لذلك لاشيئ يبرر التعصب الأعمى.
بالنسبة لي فإن من يتعصب يفارق الحقيقة ويفقد من إحترامي له. حتى ولو كنت تحب شيئا أو تعتقد إعتقادا أو فكرة فلتدع للشك ركنا في عقلك لا يفارقه.

dimanche 6 novembre 2011

كلمة صغيرة عن تونس والتوازنات الدولية


 
كبلد صغير فإن تونس هي حتما تحت تأثير التوازنات الدولية وليست لها القدرة على الخروج منها. فالسياسي المحنك هو ذلك من يقدر على فهم هذه التوازنات وإستغلالها لصالح مشروعه. قطر مثلا تريد تسويق ما يسمى بالإسلام المعتدل وهو مشروع يتوافق مع المشروع الأمريكي لدعم الإعتدال ضد "المتطرفين".
قطر تقوم بمشروع تعتقد أنه سيعطيها نوع من الزعامة على العالم العربي وهو مشروع دعم ما يسمى بالإسلام المعتدل وهي تستغل في ذلك فضائيتها التي يحتكرها سياسيون من هذا التوجه الإيديولوجي تقريبا (مثال دلك أن تغطية الجزيرة عن تونس تمت مع أشخاص من حركة النهضة، الممثل المحلي لمشروع الإسلام المعتدل، بنسبة أكثر من 60% من مجمل التغطية).
في الأخير فإن هذا ليس مشكلة. إذا أردنا أن يكون لنا إستقلال حقيقي، فيجب أن نرتقي بأنفسنا وإعلامنا وثقافتنا لنصبح مأثرين في الآخر وليس متقبلين فقط. أما إذا حافظنا على أمثال سمير الوافي مثلا في إعلام هزيل سطحي، فلا تستغربوا إنتشار السلفية أو المذاهب الشيعية والجهادية وغير ذلك.
وكلمة عن الثورات العربية. لقد قال حسنين هيكل كلاما مهما جدا على الجزيرة عندما قال بأن ليست هناك ثورة تستعين بالخارج بل عليها إنتظار النضج حتى تكون قادرة على كنس النظام وتغييره بنفسها. من هذا المعيار فإن ثورة تونس هي الوحيدة التي تنطبق عليها مواصفات الثورة. أما مصر فهي لا تمتلك هذه المواصفات ولا يعدو ما يحدث هناك تغييرا للوجوه الكبرى مع المحافظة على السلطة العسكرية التي ستبقى حتما لمدى غير معلوم الحاكم الفعلي للبلد. في ليبيا واليمن وسوريا لا وجود أيضا لمقومات الثورة حيث الثقافة القبلية والطائفية والدينية تطغى على الشعور الوطني الضروري لحدوث لحظة الثورة الحقيقية.
في تونس هناك تحول حقيقي قد يكون سابقة في بلدان المنطقة وذلك بفضل توافق يكاد ي
كون نادرا بين القوى السياسية حول شكل الحكم الديمقراطي. لذلك فإن الدول الخارجية قد لا تكون لها القدرة علي التأثير على مجرى الأحداث هنا بقدر ما هو الحال في ليبيا سوريا واليمن حيث أصبحت معركة جيوستراتيجية متداخلة مع الصراع العربي الإسرائيلي، مسألة النووي الإيراني، المكانة الحيوية للحلف الأمريكي مع آل سعود.
أعتقد أن أفضل طريق للرجل السياسي المحنك هو التركيز على الواقع التونسي المحلي من أجل إنجاح التجربة الديمقراطية. إذا نجحت التجربة هنا، ستكون قاطرة ومصدر إلهام للآخرين لإنضاج عوامل الثورة لديهم.

dimanche 30 octobre 2011

هل تكون هذه الإنتخابات نهاية صراع العقل والنقل؟

إبن رشد

كل شخص يدرس التاريخ العربي الإسلامي يعرف أن حضارتنا عاشت منذ أكثر من ألف سنة (أي قبل بداية ظهور الحضارة الأوروبية نفسها) صراعا بين النقل (أي الإسلام السياسي والإجتماعي والتقاليد المنبثقة عنه) وبين العقل بجميع تجلياته (أي العلوم والفلسفة وكذلك السياسة والواقع).هذا الصراع بدأ حسب  رأيي منذ الفتنة الكبرى حيث إنتصرت العقلانية والواقعية السياسية لمعاوية بن أبي سفيان على الطوباوية والشرعية الدينية لعلي بن أبي طالب. على أن هذا الإنتصار الجزئي الذي أسس لنظام فيه نسبة من العقلانية والإستقرار إنحصر في الميدان التنفيذي. إذ أن التشريع والقضاء بقيا في يد السلطة الدينية ممثلة في الفقهاء ورجال الدين.
وإستمر الصراع بعد ذلك في ميادين المعرفة لتظهر فرق فكرية كثيرة بعضها عقلي إلى درجة الإلحاد، وبعضها نقلي إلى درجة التزمت والإنغلاق وبعضها توفيقي.
هذا الصراع كان يمكن أن ينتهي بثورة فكرية ومعرفية وحتى صناعية على طراز ما وقع في أوروبا في نهاية العصر الوسيط. لكن للأسف لم تكن النهاية كذلك لأن أحداثا تاريخية وقعت بين القرنين 12 و15 أدتا إلى هزيمة العقل الكاملة وبالتالي مرور هذه المجتمعات إلى الإنحطاط.
في أوروبا عرفت المجتمعات نفس الصراع بين العقل والكنيسة ولحسن حظهم، توافرت هم ظروف مغايرة أدت إلى عدم طغيان الكنيسة على المجتمع. لقد كان بإمكان عديد المفكرين الهاربين من الإضطهاد الديني اللجوء الى ملاجئ مثل أمستردام مثلا حيث يتمتعون بحماية ملوك ونبلاء أقوياء. وكانوا هكذا نواة النهضة الحضارية التي أشعت من بعد.
لم تصل الحضارة الأوروبية إلى قمة تألقها إلا عندما وصلت إلى صيغة تعطي للدين بعده الديني وتخرجه عن الدنيوي. هذه الصيغة ظهرت بطرق متعددة : ظهور البروتستانتية (وهي مذهب مسيحي لا يعترف بكنيسة وبذلك يكاد يكون علمانيا في تكوينه!)، سقوط نفوذ البابوات الدنيوي بعد هزائمهم العسكرية أمام ملوك فرنسا خاصة.
في بلداننا العربية الإسلامية تواصل الصراع إلى اليوم. ولعل الأحزاب القومية التي إستولت على الحكم قد حاولت إيجاد صيغة توفق بين التجاذبين مستغلة أدوات الدولة من أجل تحييد الطرف النقلي (عن  طريق منع جماعات الإسلام السياسي وتدجين الفكر الديني) والعقلي (عن طريق منع الجماعات اليسارية وتدجين الفكر السياسي) من أجل توحيد المجتمع في مشروع وطني. أدت هذه السياسة القصيرة النظر إلى إنعدام أي فكر وتبوتق المجتمع في نظام الحزب الواحد الفاشل.
الآن في تونس نشهد تطورا مهما جدا : ليس كل يوم سنرى حزبا إسلاميا يقر بالتعددية والتداول على السلطة. هذا التطور التاريخي (أن يعتقد الإسلاميون أنهم لا يمتلكون كل الحقيقة) قد يكون مفتاح إنهاء الصراع بين العقل والنقل وإخراج الحضارة العربية الإسلامية من ثنائية الإستبداد العسكري/ الإستبداد الديني إلى صراع فكري راق بين فكر محافظ وفكر تقدمي.
إن ما نشهده اليوم في تونس قد يكون مبشرا للمرور إلى هذا الإنجاز التاريخي الذي سيمكن الحضارة العربية الإسلامية من تجاوز التعصب (أكبر الأمراض التي أصابت الأمة).
ليس مهما بالنسبة لي شخصيا إن كانت النهضة ستقر بتعدد الزوجات أو ستراجع الميراث أو غير ذلك. هذه المسائل هي بالنسبة لي هامشية جدا أمام التطور الحقيقي لهذه الحركة الإسلامية: إقرارها بإرادة الشعب كمصدر للتشريع القانوني والسيادة وليس نخبة من الفقهاء.
إذا ترسخت هذه التجربة الديمقراطية في تونس فإنها ستشع بالتأكيد على جيرانها وستجعل عديد الحركات الإسلامية المتمسكة بنظريات الحاكمية لله تعيد حساباتها، بما يؤدي إلى خروج الحضارة العربية الإسلامية من دوامة الإستبداد الديني والعسكري وإعطائها أخيرا صيغة حكم مدنية ديمقراطية متصالحة مع هويتها.

mercredi 26 octobre 2011

لابد من وحدة وطنية لتحقيق أهداف الثورة


البلاد محتاجة إلى وحدة وطنية. هذه هي الحقيقة إلي تنبه لها المنصف المرزوقي وبن جعفر وقادة حركة النهضة وعديد الشخصيات الرصينة ويجب أن تكون واضحة. من غير تفاهم على المشروع الديمقراطي بين أهم الأحزاب فإن الثورة ستضيع حتما. ومن أجل ماذا؟ من أجل تصلب وعناد إيديولوجي لا يهم المواطن العادي في شيء.
إن مطالبة البعض بترك النهضة تكون حكومتها لوحدها هي غباء ليس بعده غباء وعزلها سيؤدي بها إلى التطرف أكثر في المواقف وإدخال البلاد في دوامة لا تنتهي. كما أن الفشل الذي يراهن عليه هؤلاء سيكون قبل كل شئ كارثة للشعب : أي مئات الآلاف من البطالة والجوعى الإضافيين، آلاف المهاجرين السريين الإضافيين، والفشل الإجتماعي قد يغذي التطرف من جديد ويفشل المشروع الديمقراطي.
العلمانية والعلاقة بين الدين والدولة هي مواضيع مهمة جدا لكنها ليست أهم من الديمقراطية. يجب أن تكون الأولويات واضحة: أولا إنشاء النظام الديمقراطي وتحقيق أهداف الثورة عن طريق المحاسبة والمصالحة والتعويض. ثانيا إرجاع الإقتصاد والنظام التونسي فوق السكة. عندها فقط يمكن لنا أن نتحدث عن المواضيع الإيديولوجية بطريقة جادة وراقية بين مفكرين واعين وناضجين وليس عن طريق التشويه والتكفير بين مراهقين جاهلين على الفايسبوك وغيرها من الأساليب الوضيعة.
إن الشعب لن يسامح الطبقة السياسية أبدا إن أضاعت هذه الفرصة التاريخية وإنشغلت بخلافاتها الإيديولوجية بدل إنجاح المشروع الثوري الديمقراطي. إن الفقراء والبطالة والمظلومين من قبل النظام البائد لا تهمهم أبدا العلاقة الجدلية بين الإيمان والواقع ،بل هم يهتمون أكثر بمن يحقق تحسينا حقيقيا لمستوى المعيشة ويحقق حلمهم في الكرامة.
فلننهي وقتيا إذن هذا الإستقطاب الإيديولوجي ولنبني في إطار الوفاق والتسامح دولتنا الديمقراطية التعددية. فشل هذا المشروع سيكون كارثة على الشعب التونسي وعلى كامل جيرانه.
لا للكراهية إذن!
لا للإستقطاب!
لا لتقسيم الشعب بين مسلمين وكافرين!
نعم للتسامح، للتعاون وللبناء!

dimanche 16 octobre 2011

العقلية التآمرية وخداع الذات


واحدة من أهم خصائص العقلية العربية في العادة هي العقلية التآمرية. فيكفي أن يقول أحد أن هناك مآمرة ما حتى يصدقه الآخرون فورا! وليس من ضرورة للأدلة إذ يكفي أن تلعب على أوتار الدين والقومية والعمالة... وهذا الإستعمال لكثرة حدوثه وصل إلى حد يلتحم فيه التراجيدي مع الكوميدي. فهكذا يصبح كل شخص يقوم بأي مبادرة أو تجديد شخصا "مشبوها" (فيتسائلون مثلا: لماذا قام بهذه المبادرة؟ هل يعقل أن وائل غنيم أعطى شرارة ثورة مصر لوحده؟ من وراء المطالبين بالحرية في سوريا؟ أهم الموساد أم واشنطن أو الكاجيبي؟...)
هذه العقلية التآمرية متأصلة في الأدبيات العربية لدرجة مذهلة، وهي عقلية مضادة بطبيعتها للتجديد والمبادرة. فليس من الغريب أن يولع بهذه الطريقة في التفكير أكثر الدوائر إنغلاقا ومحافظة في المجتمعات العربية : القوميون والإسلاميون.
في سوريا مثلا، أصبحت لفظة الحرية نفسها مشبوة ومرادفة للخيانة. هكذا يتم تقديم من ينزل إلى الشارع على أنه يخدم المخططات الإمبريالية والصهيونية والماسونية حتى!! فالمطالبة بالديمقراطية بالنسبة لحزب البعث هي "إضعاف للشعور القومي" و"مناصرة لأعداء الأمة" حسب الإيديولوجيات المنغلقة لحزب البعث القومي الفاشي السوري.
أما في مصر فالأمر أكثر كوميدية. فهاهو وائل غنيم وحركة 6 أبريل وغيرهم من الذين مهدوا وقاموا بالثورة يتحولون فجأة إلى مشبوهين متورطين في مؤامرات خارجية ضد الشعب المصري ("المغرر به" حسب مطرب الراب العنكبوتي أحمد سبايدر، "المخدوع" حسب وحش الشاشة "توفيق عكاشة"، "الذاهب إلى جهنم وبئس المصير" كما يتنبأ بذلك السلفيون والإخوانيون في صورة تحول مصر إلى ديمقراطية ليبرالية حديثة).
كم كان المشهد كوميديا عندما جاء رجب طيب أردوغان، إبن الأمة الأصيل وحامي حمى الدين، إلى مصر. تحول بطل الأمة الهمام وفارسها المقدام إلى شخص مشبوه يخدم أجندة خارجية مشبوهة عندما دافع عن النموذج العلماني التركي وإعتبرها حلا سينهي إنقسامات وصراعات العالم الإسلامي.
لماذا اللجوء إلى هذه العقلية التآمرية؟ لماذا لا يقبل السلفيون والقوميون بقواعد اللعبة فينافسون الليبراليين والسياريين بأفكارهم بدل هذه الأساليب المتخلفة العفنة؟ هناك تفسير واحد لذلك : أن بضاعتهم فاسدة لا تقنع ولاتشبع. فهم يمنعون الآخرين من فرصة المنافسة لذلك السبب.
ما مسؤولية الإنسان الواعي في هذه الحالة؟ أن يتحمل المسؤولية. لا يكفي أن يقول الحق ويصدع به، وإن كان في ذلك جسارة وشجاعة هائلة في بلاد الرمال الراكدة. يجب عليه أن يحلل هذه العقلية المتكلسة، ويعريها أمام العقول بأسلوب سهل منطقي وواضح حتى يسهل التحرر من قيودها. إن البيداغوجيا العلمية النزيهة هي الحل الوحيد لمقاومة ظلمات اللعب بالعقول والقلوب.

lundi 10 octobre 2011

الإيديولوجيا والطبقات


في كل الدول، تنزع الفئات المالكة للسلطة والمال إلى الإنغلاق على نفسها لحماية مكتسباتها من طمع الأغلبية المسحوقة في مستوى معيشي مماثل. قديما وحتى العصور الوسطى، إستعملت الطبقات العليا (الملوك، النبلاء ورجال الدين) سلطتهم الدينية والمعنوية وحتى القومية من أجل تبرير إنغلاق السلطة والمال وإلإعتبار في طبقة واحدة. مثلا في جميع الممالك والخلافات الإسلامية، إنغلقت الطبقة الحاكمة حول طائفة الهاشميين ثم الأمويين، ثم العباسيين. وهكذا كان الأمر مع الممالك البربرية ثم التركية حتى أن تونس حكمت من قبل أقلية تركية إحتكرت السلطة العسكرية تحالفت مع برجوازية عربية الثقافة من العاصمة فإذا بهم ينغلقون عن سواهم من الشعب.
هل إختلف الأمر مع كل أشكال الحكم التي ظهرت في القرن العشرين؟ كلا! فالتجارب القومية والإسلامية في الوطن العربي أنتجت نوعا جديدا من الإنغلاق الطبقي مستغلة شرعية دينية أو قومية. هكذا لايزال المنحدرون من جنرالات حرب تحرير الجزائر هم من يحكمون إلى اليوم مثلا ويحتكرون أهم الناصب والمشاريع. هكذا يحتكر رجال دين قم الفارسيين الشيعة الحكم في إيران من دون أغلبية الشعب ومن دون أي تمثيل للأقليات.
ليس الأمر منحصرا على الدول القومية والدينية. لقد كان من أهداف النظرية الماركسية كسر هذا الإحتكار الطبقي للمال والسلطة. مالذي وقع بعد ذلك؟ في جميع الدول الشيوعية إحتكرت أقلية بيروقراطية السلطة والقوة والجاه. ففي الإتحاد السوفياتي، نشأت طبقة النومونكلاتورا بعد ستالين لتحمي مصالحها من ضغط الشعب السوفياتي بإسم شرعية تمثيل البروليتاريا. هذه الطبقة لم تكن أفضل من طبقة النبلاء في عصر القيصر. بل إنها كانت في تفاعلها مع السلطة والشعب شبيهة جدا بها.
ماخلاصة هذه المقالة؟ إن أي دولة إيديولوجية قومية كانت أو دينية أو إيديولوجية سيكون مآلها الحتمي تشكيل طبقة أقلية تستغل الأغلبية بإسم شرعية ما. لا بديل إذن عن السيادة المباشرة للشعب عن طريق مبدأ صوت واحد=مواطن واحد.

samedi 8 octobre 2011

برسيبوليس


قامت قناة نسمة بعرض فيلم برسيبوليس (برسيبوليس هو إسم إحدى أهم مدن إيران في عهد الإمبراطورية الفارسية الأخمينية، ووقع تدميرها من قبل القائد العسكري الإسكندر المقدوني في غزواته المعروفة). ولعل إختيار هذا العنوان من قبل مرجان سترابي يهدف إلى مقارنة إستيلاء الإسلاميين على الحكم بكارثة تدمير مدينة برسيبوليس الأسطورية من قبل الهمج والبرابرة اليونانيين والمقدونيين.
جنود الإسكندر يحرقون المدينة المقدسة برسيبوليس
 وكالعادة إنشغل البعض بسفاسف النقاشات دون التطرق إلى مضمون الفيلم أو التساؤل عن الصورة التي يظهرها عن إيران اليوم.
فيلم برسيبوليس يبرز معاناة فتاة من عائلة من الطبقة الوسطى المثقفة أمام التحول الذي شهدته الدولة الإيرانية. إن كل ماأظهره الفيلم من معاناة المثقفين والمعارضين، من ضياع الشباب، من حفلات سرية، من علاقات بشرية مشوهة، من كراهية للذات وإحتقار للهوية الإيرانية هو حقيقة عاينتها بنفسي في أوروبا عندما قابلت عديد الإيرانيين هنا. إنهم يشبهون مرجان سترابي في عديد الوجوه في توقهم للمعرفة، تشوقهم للحرية وكراهيتهم للملالي.
هل أن السيناريو الإيراني ممكن اليوم؟ بالنسبة لمصر فإن هذا السيناريو محتمل جدا إلا إذا قام الجيش بإنقلاب عسكري وأرجع حكم العسكر. لا توجد أي قوة سياسية في مصر توازي قوة الإخوان المسلمين. ولقد أدرك المجلس العسكري ذلك لدرجة أنه بدأ بمحاولة التوصل لتفاهم مع الإخوان وإقتسام السلطة معهم على حساب القوى اليسارية والليبرالية (الذين كانت تجمعاتهم أقل عددا من تجمعات السلفيين مثلا).
في تونس الإحتمال أقل نظرا لأن المجتمع التونسي لم ينسى بعد الإعتدائات التي قام بها الإسلاميون في نهاية الثمانينات. لكن الإحتمال يبقى ممكنا وحقيقيا نظرا للتأثير المدمر لفضائيات الشرق التي صاغت لوحدها وعي شباب اليوم في غياب المثقفين الذين تم سحقهم ومنع كتبهم من قبل بن علي.
هناك شيء آخر يشير له الفيلم : هو تلاقي الأفراد من الثقافة العربية الإسلامية بالغرب وماينتج من ذلك من حيرة وألم في كثير من الأحيان. لقد أرادت مرجان الإندماج في المجتمع النمساوي إلى درجة إنكار هويتها الإيرانية وإختراعها لبلد خيالي جديد لها. لكن هل كان ذلك كافيا لها؟ كلا! إذ أنها فتاة شرقية بالأساس، روحها شرقية، وشوقها للمعرفة وعاطفتها شرقيتان أيضا. كيف لها إذن أن تتأقلم م الغربيين التافهين الذين إلتقتهم؟
إن الفكرة الأساسية التي أخرج بها من هذا الفيلم هو أن الشوق إلى الإنعتاق أمر ضروري ونبيل، لكن يجب أن يكون الإنسان مستعدا لدفع ثمن هذا الإنعتاق. لقد أرادت مرجان الهروب من سجنها الإيراني إلى جنة الحرية الغربية حاكمة بذلك على نفسها بالخروج من عالمها السحري. لقد كان من الأفضل لها مقاومة الإستبداد والطغيان بكل الوسائل من داخل عالمها السحري. كان عليها إختراع هذا العالم لو كان غير موجود.

vendredi 7 octobre 2011

Que cherchait Napoleon en Egypte?

1798 : Alors qu’en Europe, la république Française (sous le régime de la directoire) luttait dans une guerre sans fin contre les coalisés, Napoléon Bonaparte, général en chef de l’armée d’Italie, s’embarqua dans une audacieuse (et folle ?) expédition pour conquérir Égypte.
On ne peut que difficilement comprendre les motivations d’une aventure aussi insensée. Car à l’époque, la France n’était pas un pays dominant en Europe. Certes la brillante compagne d’Italie a offert un petit répit à la république. Cependant, comment peut on ignorer l’hostilité des milieux conservateurs des cours Autrichien et Russe?
1798, la France est dans une paix précaire avec l’Autriche. Le traité de Campo-Formio, conséquence de la brillante compagne du général Bonaparte en Italie, n’était qu’une cession des hostilités. Il fallait vraiment être aveugle pour croire l’empire Autrichien résigné à accepter la défaite alors qu’il dispose d’un grand réservoir humain, d’une longue tradition militaire et surtout de puissants alliés. Dans ce cas, il aurait été plus judicieux de laisser l’armée sur le pied de la guerre et de se maintenir dans une attitude défensive favorisant une paix de compromis. Une telle solution était possible, même avec l’ennemi le plus acharné, mais aussi le plus éclairé: l’Angleterre.
Un tel choix peut convenir aux intérêts supérieurs de l’état et du peuple, mais il ne convient pas à celui de l’élite.
Qui est cette élite? Ce sont les « patriotes ». En clair, ce sont ces hommes de guerre robustes, cruels et rusés qui savaient que la fin de la révolution et de la guerre sera aussi la fin de leurs privilèges. Cet égoïsme a trouvé son paroxysme dans la mégalomanie inégalée de Napoléon Bonaparte. Méditons cette citation du petit caporal Corse:
« Les hommes de génie sont des météores destinés à brûler pour éclairer leur siècle. »
Pour Napoléon Bonaparte et ses généraux, il n’y-avait qu’une idée fixe: la grandeur. Ce n’est plus l’idéal révolutionnaire de liberté (car la presse et les opposants sont surveillés et réprimés par la police secrète de Fouché) ou d’égalité (car les privilèges de la noblesse d’empire seront héréditaires aboutissant ainsi à une nouvelle aristocratie). C’est plutôt cette idée ridicule mais emprunte d’idéalisme: la grandeur. Ainsi, on parlait de la « grandeur de la France », « la grandeur de l’armée », « la gloire des généraux ».
Pourquoi la compagne d’Égypte?
La compagne Égypte est à mon avis une conséquence de deux impératifs politiques plutôt que stratégiques:
Napoléon: satisfaire sa mégalomanie en ressuscitant la légende d’Alexandre le grand. Il voulait conquérir l’Egypte, le moyen orient et finir en Inde en tant qu’empereur d’Orient. Si ce plan insensé aurait réussi, je pense qu’il aurait ressuscité le mythe de César en marchant avec ses armées victorieuses pour occuper Paris! Son énergie et habileté lui donnaient l’illusion de pouvoir réaliser ce plan grandiose avec cinquante milles hommes.
Pour le gouvernement de la directoire Française: éloigner la menace d'un coup d’état de la part de ce fou mégalomane en l’envoyant à une mission impossible mais reluisante. Il était clair en effet pour tout homme sensé que la supériorité navale de la Royal Navy condamnera un tel projet à un inévitable fiasco.
Napoléon arriva en Égypte, battit les armées inférieures en expérience, encadrement, armement et technologie des Mamelouks et Ottomans à plusieurs reprises. Ses généraux furent cependant battus par les Anglais et les Ottomans, et lui même a échoué devant Acre. Napoléon a dit plus tard:
« Si je m’étais emparé d’Acre, je prenais le turban; je faisais mettre de grandes culottes à mon Armée; je ne l’exposais plus qu’à la dernière extrémité; j’en faisais un bataillon sacré, mes Immortels! C’est par des Arabes, des Grecs, des Arméniens que j’eusse achevé la guerre contre les Turcs! Au lieu d’une bataille de Moravie je gagnais une bataille de l’Issus, je me faisais empereur d’Orient, et je revenais à Paris par Constantinople ! »
Ainsi, Napoléon pensait fort naïvement que l’empire Ottoman s’écroulera comme un château de cartes après une prise éventuelle prise d’Acre. Il ne voyait pas que fort du soutien Anglais terrestre et naval, les Turcs auraient pu combattre et maintenir en échec les Français jusqu’à l’inévitable défaite. Car après Acre, il y’a Damas, Mossul, Bagdad : des cités autrement plus grandes et difficiles à approvisionner.
Bonaparte a cependant fini par comprendre la futilité de son entreprise. Il prit la fuite par la mer à bord d’une frégate avec ses plus proches officiers, en laissant l’armée Égypte à son sort. Ils finiront par capituler.

Pourquoi je parlerai dorévanvent de l'histoire?

« History doesn’t teach us anything, but it punishes us for ignoring it »
Parler de l'histoire est pour moi l’occasion de faire partager ma passion  pour cette discipline que ce soit en tant que récit de l’histoire des hommes, des familles ou des peuples. Parler de l'histoire me permettra aussi de formuler certaines réflexions à propos de l’évolution historique.
Ceci dit, je ne suis pas un professionnel de la pensée. Je n’ai pas honte lorsque j’affirme que je n’ai pas lu « la critique de la raison pure ». Par conséquent, certaines thèses que j’avancerai pourraient être controversées ou même fausses. Mais qu’importe? J’ai lu des livres de personnes qui se considéraient intelligentes et cultivées, et à plusieurs reprises, j’ai surpris une faiblesse de la méthodologie, de la discipline et de la connaissance.
Ce blog est le mien, j’en fait ce que je veux. Mais il est fait pour les autres. J’aimerai qu’ils puissent sentir ma passion et ouvrir les yeux sur l’aspect fantastique et parfois tragique de l’histoire. Si je réussis à transformer la longue liste de dates et d’événements en une épopée passionnante, j’aurai pleinement accompli ma tâche.

mercredi 5 octobre 2011

لأي حزب سأسلم صوتي؟

وسط معمعة الأحزاب المتنافسة والتي لا تدخر وعدا من أجل جلب التونسي (أو خداعه) يجب على التونسي التفكير مليا قبل إعطاء صوته لأي شخص مهما كان. يجب أن تكون الإنتخابات تتويجا للثورة وإيذانا بإنتصارها الحاسم والنهائي.
بالنسبة لي، فإني إتخذت هذه القواعد :
ـ لقد قامت الثورة من أجل القضاء على الإستبداد. لا سبيل إذن لإنتخاب من لا يؤمن بالحريات والديمقراطية (الأحزاب المتأثرة بحزب البعث والسلفيين مثلا).
ـ لقد قامت الثورة من أجل سلب الطبقة الحاكمة القديمة (مايسمى بالدساترة) مايمتلكونه من نفوذ تحصلوا عليه بعد أكثر من ثلاثين سنة من السرقات والإبتزاز والجرائم (في أواخر عهد بورقيبة وعهد بن علي). لا سبيل إذن لإنتخاب كل من يشتم منه إنتماء تجمعي (الوطن والمبادرة وغيرها من الأحزاب التجمعية).
ـ لقد قامت الثورة من أجل الحرية والكرامة. لاسبيل إذن لإنتخاب حزب لا يضع تنمية المناطق الداخلية وتحرير الإعلام والإنترنات في صدارة مبادئه.
ـ أخيرا، لقد كانت الثورة تمردا على الفساد الأخلاقي للنخبة الدستورية. لا مجال إذن لإعطاء من أخفق وكذب وأجرم فرصة أخرى ليحكمنا. من كذب مرة سيكذب ألف مرة. من قبل لم أصدق برهان بسيس وكمال مرجان فلماذا أصدقهم اليوم؟ لن أنتخب إلا من كان لهم تاريخ نضالي قبل 14 جانفي. أما أولئك الذين يضعون ثياب زورو بعد أن كانوا نازعي البنطلون في عهد بن علي من أمثال الهاشمي الحامدي وغيره كثير، فلن يحلموا أبدا بتأييدي.
ـوأخيرا، ولئن الكذب هو أب جميع الذنوب، فلن أنتخب ولن أدعم أي شخص يثبت عليه كذبه ءو إستعماله لأساليب الجرذان لتشويه الخصوم.

dimanche 2 octobre 2011

لابد من تغيير العقلية العربية

العقلية العربية في أغلبها عقلية عاطفية وفئوية أنتجتها آلاف السنين من الصراعات والغزوات. هذه العقلية هي مناسبة جدا لحالة رفض ومقاومة، لكن ينقصها ذلك العنصر الأساسي الذي سيجعلها محركا حقيقيا للتاريخ.
ما ينقص العقل العربي هو النزعة الفردية. لابد من إعطاء الطفل العربي ذلك الشعور بالتميز الفردي الذي يميز كل العباقرة. لا وجود لتميز ولا لإبداع إلا لمن قبل العيش فوق المرتفعات وداخل الخطر.
كيف يمكن تحفيز التميز والنرجسية الفردية من دون السقوط في العدمية المادية؟ هنا نرى أهمية إنشاء أخلاق جديدة تفصل العقل عن محيطه، لكنها لا تفصل قلبه.

vendredi 30 septembre 2011

الثوريون والثورجيون

اليوم تذكرت المقولة الشهيرة : الثورة يخطط لها الأذكياء، ينفذها الشجعان ويقطف ثمارها الجبناء ويركب عليها الجرذان
هكذا تم تخوين وتكفير من خطط وساهم فعلا في الثورة (المرزوقي تم تكفيره، الشابي تم نسيان كل نضاله، لينا بن مهني وسليم عمامو تم تلطيخ سمعتيهما في الوحل) بينما تقوم الأوساط السلفية والإسلامية مدعومة بملايين الدولارات القطرية والنهضوية بتسويق وجوه تلائم النظرة الوهمية التي تريد ترويجها عن الثورة ومن قام بها.
هكذا تحول أمان الله المنصوري، ذلك الجرذ الجاهل الذي كانت مساهمته الوحيدة هي البحث في نظريات المؤامرة ومهاجمة كل المناضلين الحقيقيين، إلى رمز للثورة تحاوره الجزيرة وتأخذ رأيه. هذا الجرذ (وأعتذر عن قسوتي، ولكن الغضب الذي ينتابني يبرر أكثر من ذلك) الذي كان يرفض الترحم على البوعزيزي لأنه منتحر، الذي إحترف الترويج للخرافة والجهل، والذي كان أول تحرك ميداني له هو إحتجاج أمام سفارة مصر في فيفري (بعد الثورة) يتم اليوم التسويق له بتقنيات إلكترونية وإعلامية مدعومة بالمليارات، تماما مثل ما يقوم به سليم الرياحي في الإتحاد الوطني الحر.

mercredi 7 septembre 2011

حلم الوحدة العربية:7ـ خاتمة

ليست الفقرات السابقة سوى محاولة بسيطة لوضع لبنة لما يمكن أن يكون عليه تنظيم مثالي يضمن حقوق الأفراد والأقليات ويجمع كل المواطنين بكامل إختلافاتهم في إطار مشروع مجتمعي وسياسي تاريخي. بعض هذه المبادئ موغل في الحذر وذلك ضروري نظرا للتجارب المأساوية العديدة التي مرت بها المشاريع الوحدوية القديمة.
إن وحدة عربية لا تضمن حق الإختلاف والإبداع والفكر هي مثل جمع للأصفار. صفر+صفر=صفر. إن ما أريده هو جمع للطاقات والإرادات وليس جمعا للكسل والإحباط. ومن أجل ذلك لابد من مشروع يحترم الخصوصيات، يحافظ على الحريات والحقوق، ويضمن الأهداف الحقيقية للمشروع الوحدوي: النهضة الحضارية والعلمية والثقافية.

حلم الوحدة العربية: 6ـ بعض الضوابط لضمان نجاح الفكرة

إن ما نسميه العرب هو في الواقع أمة وريثة لحضارات ورجال صنعوا التاريخ منذ أكثر من 5 آلاف سنة. من بينها الحضارات الفرعونية والآشورية والبابلية والقرطاجية والعربية الإسلامية. بالنسبة لي فإن مشروع إتحاد الشعوب العربية هو إحياء لأمة غادرت التاريخ منذ بضع قرون وحان الوقت لرجوعها.
إن ما أتحدث عنه في هذا المقال هو محاولة بسيطة لتنفيذ هذا المشروع الأسطوري الذي حلمت به أجيال وأجيال. وقد حان الوقت لنتعلم من أخطائهم.
بنود الإتحاد الأساسية:
ـ إحترام حقوق الأقليات: لا يجب أن يكون الإتحاد إنصهارا كاملا، بل لا بد من العمل على الحفاظ على التميزات الثقافية بما يكفل غنى الحضارة العربية. بالتالي فإن حقوق الأقليات اللغوية والدينية والمذهبية والفكرية يجب أن تكون مقدسة.
ـ لن ينجح هذا المشروع إلا بإحترام الحقوق والحريات الأساسية (الفكر والتعبير والإعتقاد والإجتماع وغير ذلك).
ـ حرية التنقل والإستثمار بين الدول العربية في قدر المستطاع (أي بما يكفل عدم وجود إختلالات بسبب موجات نزوح كارثية مثلا وعدم سيطرة رؤوس الأموال على السلطة أو على المجتمع).
ـ تخصيص جزء مهم من مداخيل كل قطر في إطار صندوق للتنمية الشاملة على مستوى الوطن العربي كاملا. يقوم هذا الصندوق بدعم ءو بعث مشاريع وتجهيزات بما يكفل إلتحاق الجهات المغيبة (وهي كثيرة جدا) بمستوى المعيشة في المناطق والمدن والبلدان الغنية. هذه النقطة مهمة جدا من أجل تسريع النمو الإقتصادي، توسيع السوق الداخلية، الحفاظ على السلم الإجتماعية، الحفاظ على التوازن السكاني وعدم إيجاد موجات نزوح وتركز سكاني كارثية تعصف بالمشروع الوحدوي منذ البداية.
ـ بعث وتشجيع المشاريع العلمية والتكنولوجية الكبرى بما يسرع الإستقلال التكنولوجي والعلمي (شبكة عربية للعلوم والتقافة عبر الإنترنات مستقلة عن الدوائر الحاكمة، مكاتب كبرى مثل مكتبة الإسكندرية...).
ـ لابد من تخيل ميكانيزمات للمراقبة بما يكفل عدم ضياع الموارد والثروات وعدم تغول الحيتان. إن الفساد المالي هو إحدى أكبر مشاكل العالم العربي عبر التاريخ، وهو أكثر ما يكرهه العربي حسب رأيي.
ـ لكل قطر (أكثر من 5 ملايين ساكن مثلا) الحق في وضع القوانين الداخلية الخاصة به. على أن هذه القوانين يجب أن تحترم الحريات الأساسية وحقوق الإنسان.
ـ السياسة الخارجية تصاغ عبر رئيس منتخب وبمراقبة مندوبي كل البلدان المكونة. القرارات المصيرية تكون دائما بالإجماع.
ـ لا للتدخل في التنظيم الداخلي لبلد آخر. يلتزم كل مواطن بقوانين البلد المضيف وذلك لضمان عدم نشوء الحزازيات والصراعات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

mardi 6 septembre 2011

حلم الوحدة العربية: 5ـ مالحل للقضية الفلسطينية؟

إن وزن القضية الفلسطينية وأثرها السياسي، الإقتصادي والنفسي على الشعوب العربية، يجعل من الوهم تخيل نجاح مشروع وحدوي دون حل هذه القضية. سأعطي في هذه المقالة، بعجالة شديدة، بعضا من أفكاري عن كيفية حلها.
إحدى الحلول الممكنة هو  تخيل صيغة تدخل فيها إسرائيل وفلسطين إلى كنف الوحدة العربية، كعضوين أو كعضو مختلط القومية. من إيجابيات هذا الحل: إنهاء الصراع على الحدود بما أنه لن يكون للحدود تلك القيمة الأمنية إلإستراتيجية التي لها الآن، ولأنها ستصنع من أحد ألد أعداء الأمة عنصرا من عناصر قوتها. أنا أعرف أن هذه الفكرة طوباوية جدا، إذ كيف سيقبل متعصبوا السلفية بالتوحد مع أعضاء حزب إسرائيل بيتنا؟ وكيف ستقتنع إسرائيل بإنتمائها لهذه الحضارة الشرقية من بعد آلاف السنوات من التغرب؟ لكنني أعتقد جازما أن منافع هذا التقارب هي هائلة، وأنه لابد من دراستها دراسة جدية.
إذا كان هذا الإقتراح مستحيلا، فإن الحل الآخر والبديهي هو المضي قدما في عملية سلام تعتمد على مبادرة السلام العربية 2002. لمدة سنوات عديدة، لم تتحمس إسرائيل لمعاهدة تنهي الصراع العربي الإسرائيلي وذلك لإيمانها بتفوقها العسكري وبالدعم الأمريكي الذي يجعلها لا تحتاج في الحقيقة إلى السلام. لكن الوضعية في حالة الوحدة العربية ستكون مختلفة جدا، والتهديد الإستراتيجي لإسرائيل سيكبر بشكل هائل، ولن يكون بالإمكان المحافظة على حالة اللاسلم ـ لاحرب. يمكن إذا المضي قدما في المفاوضات في نفس وقت توحيد الأجهزة العسكرية بحيث يكون التهديد الإستراتيجي وسيلة ضغط ناجعة، لا تهدف للحرب الشاملة، بل تهدف للسلام العادل والنهائي.
ــــــــــــــــ

dimanche 4 septembre 2011

حلم الوحدة العربية:4ـ لماذا فشلت مشاريع الوحدة في القرن العشرين

لماذا فشلت تجارب الوحدة طيلة القرن العشرين
على مدى القرن العشرين كانت هناك عديد المحاولات من أجل الوحدة، فشلت كلها لأنها لم تأخذ في الإعتبار الإختلافات التي تحدثت عنها في الجزء السابق، ولأنها لم تهدف لخدمة وحدة الجماهير بقدر ما كانت وسيلة للنخبة للحصول على كعكة أكبر(مثال وحدة مصر وسوريا في الستينات مفيد من هذه الناحية). من أهم أسباب الفشل أيضا الطبيعة الديكتاتورية للأنظمة التي إدعت السعي للتوحد.
إن من الميزات الأساسية للديكتاتورية هي الجمود والعمى عن رؤية تغيرات العالم، بينما الوحدة تفترض نسقا سريعا من التغييرات، بعضها مؤلم، من أجل التأقلم السريع والوصول إلى نقطة إستقرار إجتماعية وإقتصادية جديدة.
من أسباب الجمود أيضا التكلس الإيديولوجي لأشخاص يريدون قولبة المجتمع حسب أفكار فوقية. لقد جنحت كل المحاولات الإديولوجية إلى تقوية الدولة على حساب المجتمع والفرد، ووجدت هذه التجارب أقسى قوتها في التجارب المأساوية لحزب البعث الفاشي في سوريا والعراق.
ومثل كل المحاولات الكليانية، فقد جنحت التجارب التوحيدية للناصريين والبعثيين لإضطهاد الأقليات بوصفها عقبات أمام المشاريع الوحدوية. فكيف نستغرب إذن ما وقع في السودان والعراق وسوريا من تمرد لأطياف واسعة من المجتمع نتج عنها فشل ذريع للمشروع الوحدوي ولهزائم مأساوية.
معضلة القضية الفلسطينية ومجابهة الغرب:
مثلما قلت في الجزء الأول من المقال، فقد مثل الصراع العربي الإسرائيلي عقدة العقد وأحد أركان المشروع الوحدوي العربي في الشرق مع الإستعمار الغربي. لقد نظر عديد المثقفين العرب للوحدة، ليس كسبيل لقوة ورفاهية وتقدم الشعوب العربية وحسب، بل خاصة كوسيلة لحشد القوة الكافية لهزم إسرائيل ومجابهة الغرب. وبصفة أوتوماتيكية وطبيعية، تحول الغرب وإسرائيل إلى أعداء للوحدة العربية وفعلوا الكثير لإفشالها. فمثلا قامت الولايات المتحدة بدعم حلف بغداد بين الملكيات الأردنية والعراقية كجبهة لمواجهة المشروع الوحدوي "التقدمي" الذي حملته سوريا ومصر. كما أفشلت إسرائيل بموقعها الإستراتيجي ونصرها في 1967 إمكانية الوحدة المصرية مع الشرق، وأجبرتها على الخروج من التضامن العربي عبر كامب ديفيد.
إن البحث في إمكانية الوحدة العربية يقتضي منا أخذ العبر من كل هذه النكسات حتى لانعيد إنتاج نفس النكسات. هل ستكون الوحدة العربية إيذانا بحرب عربية إسرائيلية شاملة (تذكروا أن لإسرائيل مئات الرؤوس النووية وتحالفا عضويا مع الولايات المتحدة). إن العديد من الشعوب والمثقفين العرب لا يرغبون في مثل هذه المشاريع الوحدوية لأنهم يتذكرون ما تسببت به هذه المشاريع من مآسي طيلة القرن العشرين.
ـــــــــــــــــــ

vendredi 2 septembre 2011

حلم الوحدة العربية: 3ـ لماذا الوحدة؟

سأحاول إعطاء تحليل للإيجابيات الممكنة لوحدة تجمع الشعوب العربية.
هذه الإختلافات الكبيرة بين الشعوب العربية قد تغري الإنسان باليأس من التوفيق بين هذه المجتمعات. ولعل البعض يعتقد أن بإمكانه العيش لوحده في دولة صغيرة منقطعا ومستقلا عن محيطه، منفصلا عن ما لا يريده عند جيرانه.
لكن ذلك للأسف هو خيار سيئ حسب رأيي.
إذا أراد شعب ما التقدم والحرية والرخاء، فإن عليه أن يعمل على إمتلاك القوة والموارد. إذ ذلك هو القانون الوحيد السرمدي. أما الأصدقاء والتحالفات والمنظمات فهي بطبيعتها تمر ولا تبقى.
كيف يمكن أن تكون قويا، إذا كان شعبك لا يتجاوز العشرة ملايين نسمة؟ إذا كان بلدك فقيرا يستورد الغذاء والدواء والآلات؟ إذا كان نصف البلد صحراويا قاحلا؟ إذا كنت لا تمتلك تقاليد صناعية وثروات طبيعية؟ إذا كنت تعتمد في حماية نفسك على صداقة ومساعدات وتقنيات الغير؟
كيف أردنا إمتلاك مصانع للطائرات والسيارات والإلكترونيات والقيام بتحسين الزراعة والإتصالات؟
إذا أردنا أن نعيش أحرارا، أقوياء وأغنياء، فلابد من إمتلاك مقومات النهضة الحضارية والعلمية والصناعية. ومن أجل ذلك نحن نحتاج للموارد (نفطية ومعدنية ومالية وغير ذلك)، للخبرات (آلاف من التقنيين والعلماء والمهندسين في كل المجالات)ولسوق إستهلاكية داخلية كبيرة. من دون هذه المقومات فسنكون دوما شعبا ضعيفا عالة على الغير ومستوردين لصناعة وآلات الغير ومفرطين في مواردنا.
إن الوحدة هي حل واقعي وحقيقي لهذه المعضلة.
لنفترض هذا الحلم مثلا: وحدة بين شعوب تونس، مصر، سوريا وليبيا في إطار فدرالي. سيكون لدينا ما يكفي من الموارد النفطية والمعدنية والسكانية للقيام بمشاريع كبرى. ويبقى الإطار الإستثماري مسألة مطروحة للنقاش.

dimanche 28 août 2011

الشعوب العربية : أوجه الشبه والإختلاف

لو كان هناك شيء يمكن أن يربط بين الشعوب العربية، فهو حتما تلك اللغة العربية الضاربة في القدم والتي هي نتيجة لتلاقح اللغات السامية في المشرق مع اللغات المحلية السريانية والأرامية والبربرية وغيرها. هذا الرابط الجوهري هو الوجه الظاهر لتشابه تاريخي أعمق لابد من توضيحه. فما نسميه بالعرب هم في الواقع ورثة حضارات ضاربة في القدم لم تختفي في الوقع بل إنزرعت في المخيال الجمعي والتقاليد. كم أتمنى رؤية دراسات سوسيولوجية وبسيكولوجية تبين أثر تلك الحضارات القديمة وكيفية تواصلها في الحضارة العربية الإسلامية.
لكن كما أن التاريخ واللغة والعادات والديانات قد تجمع هذه الشعوب، فهي أيضا تفرقها.
من أهم الإختلافات هو إختلاف مستوى المعيشة ونظام الانتاج الإقتصادي. إن من العبث التحدث عن وحدة بين بلد معدل الدخل فيه 500 دولار في السنة مع آخر له دخل فردي ب 20000 دولار.
في هذا الإطار يمكن التمييز بين قطب خليجي محافظ ونفطي وملكي يعتمد بصفة كلية على الحماية الأمريكية وله مستوى معيشة مرتفع، وبين أنظمة جمهورية فقيرة (مع الأردن والمغرب) تحاول جاهدة بناية إقتصاد عصري. التوفيق بين هذين القطبين صعب جدا إذ كيف يمكن أن تقنع القطري بأن يتوحد مع المصري؟ إن إقتسام الثروة في هذه الحالة سيعني أن القطري سيمر من دخل فردي ب80000 دولار (الأعلى في العالم) إلى حوالي 5000 دولار كحد أقصى. لاأعتقد أن القطريين سيقبلون بذلك.
ماذا عن إختلاف التقاليد؟ إن العالم العربي اليوم يحتوي على تنوع هائل في درجة التفتح على العالم، في النظرة إلى الدين، في منزلة المرأة. في العراق مثلا، يتعايش الأكراد بطريقة حياة شبه غربية مع الشيعة المتشددين من أتباع مقتدى الصدر. أي مشروع للوحدة لا يأخذ بالإعتبار هذه الإختلافات هو حتما سينتهي بالفشل.
أخيرا لابد من أن أتطرق إلى مشكلة وجود نخب تقليدية ترفض عادة المشاريع الوحدوية لأنها ستحرمها من نفوذها التقليدي في أعلى هرم السلطة. إن النخب التقليدية الشبه إقطاعية المتسمة بالجمود تختلف في ذلك عن النخب الأوروبية التي رحبت بشدة بمشاريع الوحدة الأوروبية لما عناه ذلك من فرص جديدة للإستثمار ولفتح أسواق وفرص جديدة.

حلم الوحدة العربية : 1ـ مقدمة

كان القرن العشرين القرن الذي صعدت فيه فكرة القومية العربية منذ ثورة الشريف حسين بن علي ضد العثمانيين أثناء الحرب العالمية الأولى وبدعم بريطاني. لكن إنتهى حلم الشريف حسين بن علي ورجاله بمعاهدة سايكس بيكو. وبدل وحدةعربية تحت قيادة الملك حسين بن علي الهاشمي، تم تقسيم المنطقة إلى دويلات حسب التقسيم القطري العثماني تقريبا يحكمها أمراء من العائلة الهاشمية وتحت الحماية الفرنسية والبريطانية.
بالنسبة للمؤرخين البريطانيين والفرنسيين، فإن هذه الأحداث لا تحتل أكثر من بضعة أسطر في الحرب العالمية الأولى. لكن بالنسبة للعرب في الشرق الأوسط، فقد كانت معاهدة سايكس بيكو ومن بعدها وعد بلفور في 1917 جرحا عميقا وطعنة في الظهر صنعت في المخيال الجمعي العربي صورة للغرب الغادر، المقسم والعدو للوطن العربي. بذلك إقترن المشروع الأسطوري للوحدة العربية بالعداء للغرب وللمشروع الصهيوني في فلسطين.
كانت هذه العقدة في العلاقة بالغرب، المستعمر السابق، وقصر نظر وغباء النخبة العربية سببا في تلك الكوميديا التراجيدية التي إمتدت من 1916 إلى اليوم. من بين كل أحداث القرن العشرين، كانت نكسة 1967 نقطة فاصلة، أنهت المحاولات الجدية للوحدة ولم تبق سوى خزعبلات القذافي وجرائم حزب البعث في العراق وسوريا لتذكرنا بوجود هذا الحلم.
هاهي الثورات العربية اليوم تهز النظام الإجتماعي والسياسي الذي إستقر في البلدان العربية من بعد هذه الكوميديا. هذه الثورات بما تحمله من إنعتاق وتحطيم للإستبداد (المتوارث من تقاليد ضاربة في القدم) أعادت مرة أخرى هذا الحلم، بما هي ضرورة للسيادة والتقدم والإستقلال عن القوى العالمية.
من أجل ذلك، أردت كتابة مقال على عديد الأجزاء أتحدث فيه عن المشروع العربي الوحدوي، مدى مشروعيته، صعوباته والحلول الممكنة.
ــــــــــــــــــــــ

dimanche 21 août 2011

إلى أين تتجه الثورة السورية

منذ البداية، كان لي شك في قدءرة أي معارضة أو أي حركة إحتجاجية ان تسقط نظام بشار الأسد لسببين أساسيين:
ـالطبيعة الطائفية للنظام وللمجتمع السوري. لقد إعتمد النظام على أقلية علوية (7%) تشعر بأن مستقبلها مرتبط بالنظام وتتخوف من صعود طوائف أخرى ومن عودة الإضطهاد ضد الطائفة العلوية مثلما كان الحال لعصور طويلة. إن هناك العديد من الطائفة العلوية يشعرون بأن مصيرهم مرتبط بالنظام ولذلك هم يعتقدون أن مصلحتهم هي الوقوف مع العصابة البعثية التي تتحكم في البلاد.
ـالطبيعة الفاشية والإجرامية التي تتسم بها الدولة السورية. لقد تشكلت الدولة السورية منذ البداية لتكون أداة تخدم الإيديولوجيا وليس الشعب. ثم إنحرف الأمر مع إنقلاب حافظ الأسد، فصارت الدولة أداة تخدم العصابة. وصار الجيش والشرطة مجرد أدوات للقمع وحماية النظام والعصبة من الشعب.
كيف يمكن إسقاط نظام مثل هذا؟ لا أتذكر في التاريخ مثلا واحدا لإسقاط نظام من هذا النوع إلا بتدخل أجنبي أو بإنقلاب من داخل النظام. في هذا الإطار يندرج مثلا إنتفاض الليبيين ضد القذافي والذي لم يكن ليصمد ويتقدم لولا الدعم الخارجي.
إن إعتماد خيار الثورة السلمية هو خيار مبتكر وممتاز في هذه الحالة، لكن هذا الخيار لن ينجح مالم تتحالف أجنحة من الحكم ضد النظام. لكن يبدو أن العصابة الحاكمة قد تعلمت من تجربة تونس ومصر فتعمدت توريط الجيش والشرطة منذ البداية في القمع، كما قللت من إحتمال التمرد وذلك بحصر الضباط ضمن الدائرة الوفية له. لذلك فإن تمردا من الجيش أو الشرطة قد لا يقع حاليا. لكنه يبقى ممكنا مادام الجنود والشرطة تحتوي على أبناء من الشعب.
لذلك ستستمر هذه الوضعية حسب رأيي إلى أن يقع تغيير في الوضعية الإستراتيجية. وهنا تدخل الحسابات الخارجية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والصراع الإيراني السعودي، من دون نسيان حسابات الأمريكيين والروس وغيرهم
إذن مالحل لإسقاط هذا النظام المجرم؟ إن اللعب على الضغط الخارجي صار ضروريا ولابد من أن تحس الدوائر القريبة من الحكم بتهديد مصالحها لتقر بحق الشعب في قلب هذا النظام الفاشي. إن الخيار المسلح يبقى إلى حد الآن غير محبذ. لكنه قد يكون الحل الوحيد إذا ما تحققت وحدة شعبية حقيقية حول أهداف الثورة. وأخيرا، أعتقد بضرورة تعيين قيادة مصغرة تكون مثلا من برهان غليون وميشال كيلو وهيثم مناع ليعطوا الشعب برنامجا وبديلا حقيقيا وواقعيا..

dimanche 24 juillet 2011

لما الإنتخابات هي الحل

بالنسبة لي فقد كنت منذ البداية مع نقل سريع للسلطة عن طريق إنتخابات تأتي بعد شهرين من 14 جانفي، لكن جائت الهيئات، والقصبات، والصعوبات، لنعاني الدساترة والتجمعيين من وقتها إلى أكتوبر.
هل بالإمكان اسقاط النظام بدون إنتخابات مثلما يروج لذلك بعضن الأطراف التي تسوق نفسها على أنها راديكالية وطنية (وبعضها كان طحانا محترفا حتى 13 جانفي، سبحان مغير الأحوال؟).اعتقد أن ذلك مستحيل الآن.
تعاني الثورة التونسية من مشكل غياب القيادة وهو ما جعل المجهودات الشعبية تضيع بين عديد التصورات والجهات. لقد كانت فترة الثورة من 17 ديسمبر إلى 14 جانفي لحظة فريدة إجتمعت فيها كل قوى الشعب الحية لإسقاط النظام، ولكن غياب القيادة جعل من غير الممكن تتويج النضال بالطريقة الطبيعية وهي إحلال حكومة ثورية حقيقية مكان النظام القديم. أعطى هذا العجز أعضاء النظام القديم الفرصة للقيام ببعض الإصلاحات للحفاظ على مصالح الطبقة الحاكمة وتحييد الطبقة الوسطى وجعل الطبقات الفقيرة والمناطق الداخلية تدخل في صراعات جديدة تلهيها عن إستكمال الثورة وإسقاط الطبقة الحاكمة السابقة.
لكن لدينا الآن 23 أكتوبر. هذا التاريخ السحري قد يكون فعلا هو نهاية الثورة إذ تشير كل المؤشرات أن كل رجال العهد القديم سيمنون بهزيمة ساحقة أمام الأحزاب الثورية، وإنه لا أمل في بقائهم إلا ببث الفرقة بين القوى الثورية وإستقطاب بعضها إلى جانب السلطة، بتزوير الإنتخابات وفي إقبال ضعيف ينفي الشرعية عن السلطة القادمة.
إن هذا التاريخ الذي أراده البعض تاريخ وأد الثورة يجب أن يتحول لتاريخ إنتصارها الحاسم على أعدائها القدامى. لذلك أعتقد أن الحل هو :
ـتشكيل جبهة للقوى الثورية تضم المؤتمر والنهضة والوطد والعمال الشيوعي والتكتل وغيرهم من القوى الوطنية الحقيقية والنقابات والشخصيات المناضلة لدخول الإنتخابات تسهل بذلك الإختيار على المواطن وتطمئنه أن إختياره سيكون من أجل الثورة وضد الطبقة الحاكمة.

ـإقبال كل المواطنين على الإنتخابات بحيث تكون هزيمة قوى الماضي الديكتاتوري حاسمة ليس فيها شك.
وإذا ما إختارت السلطة تزوير الإنتخابات، فستكون الوضعية مناسبة جدا للإنتفاض من جديد. وأنا متأكد أن كل القوى الحية والمناضلة لن تقبل بجريمة من هذا النوع وستكون إذن الفرصة رائعة من أجل إعادة الوحدة للشعب.

jeudi 14 juillet 2011

ـ2- تجربة التدين في إطارها الإجتماعي

إن الفصل الذي قمت به بين التجربة الفردية والتجربة الإجتماعية هو فصل غير واقعي. إذ يمكن تصور التجربة الكفردية المصدر الأساسي للتجربة الدينية، والتجربة الإجتماعية كالحاضن الذي يوصلها إلى نضجها وقوتها وتأثيرها على الواقع.
إن نشأة دين جديد هو دائما لحظة عجيبة، تختلط فيها السياسة، إرادة البقاء، إرادة الخلود، اللاوعي الجماعي والتقاليد، لتنتج إبداعا فنيا يصف نفسه بالكماك، ويحمل مجتمعا على إعادة التنظم حسب مبادئه.
إن من الصعب علينا اليوم أن نتخيل عصر الأنبياء والمعجزات وأن نعيش تجربة تماثل نشأة الديانات ومايرافقها من شعور بالقوة، بالسيطرة، بالحلم، وكذلك بالقهر والتجبر.
يمكن لنا رغم ذلك دور الدين بعد نضجه وتفاعله مع الدولة والمجتمع. سأسجل هنا بعض الملاحظات عن هذا الموضوع المتشعب والكبير.
إذا إقتصرنا على الديانات الكبرى، يمكن لنا التمييز بين الديانات التوحيدية وأغلبها نابع عن اليهودية والديانات الوثنية. بالنسبة لي، فإن الديانات الوثنية هي في أغلبها ديانات رمزية وبعضها يحمل صبغة فنية وفلسفية. حتى ولو كانت هذه الديانات تعطي للعامة والخاصة ذلك النوع من الأفيون الذي ينقص من قسوة الحياة وغموض الطبيعة. لقد كانت رمزية الآلهة الوثنية وإنسانيتها العميقة محفزا هائلا للفن والشعور ولإرادة القوة سواء في الحالة اليونانية، الرومانية أو حتى العربية في العهد الوثني.
بينما كانت الديانات الوثنية في أغلبها حاملة للتمييز الطبقي والمبادئ الأرستقراطية، أتت الديانات التوحيدية حاملة لمشروع يمكن وصفه بالشعبي (خاصة في الحالة المسيحية). لقد إنحازت الديانة المسيحية (والإسلام من بعد ذلك) إلى الطبقات الضعيفة والفقيرة من المجتمع وأعطتهم إله غير أرستقراطي ولا يؤمن بقيم الأرستقراطية. تمكنت الديانة المسيحية من القضاء على آلهة روما التاريخية التي رافقت نشأتها وإلتصقت بقادتها وأباطرتها، وأعطت للشعوب التي أخضعها السيف الروماني إنتصارا تاريخيا على الطبقة النبيلة الضيقة التي حكمت روما لمدة تقارب الألف سنة.
هكذا كان إنتصار الديانات التوحيدية إيذانا لتحول هائل في القيم والأخلاق السائدة. لقد كانت الديانات الوثنية اليونانية والرومانية ديانات نخبوية تمجد الجمال المطلق والقوة والشجاعة والسيطرة، وكانت بذلك ديانات أرستقراطية بإمتياز فأنجبت مجتمعا قدس الأبطال وجعلهم مثلا يبرر الإستعباد والظلم والقوة. لكن إنحسارها أمام الديانات الشعبية كان إيذانا بقيم جديدة هي قيم المساواة والرحمة والغفران والإشفاق (خاصة في المسيحية، ولكن أيضا في الإسلام) وكراهية الحرب والصراع.

الحرية لسمير الفرياني

قضية سمير الفرياني هي واحدة من المؤشرات أن الصراع مستمر وأن الثورة لم تنته.
اليوم في تونس توجد عديد القوى وكل منها مستعد للتلاعب والمناورة من أجل الحفاظ على مصالحها أوتوسيع مجال سلطتها. وهذا الصراع قد إستعر أكثر مع سقوط الدولة البوليسية.
إن من السذاجة أن نعتقد أن المتورطين في وزارة الداخلية الذين قتلوا المتظاهرين في بوزيان والقصرين سيسلمون أنفسهم للعدالة بكل أريحية. لقد لخص أحد أعضاء نقابة الأمن الداخلي المسألة بقوله بأن الأمن كان يطبق الأوامر، وأن الأعوان لهم عائلات وهم بالتالي مستعدون للثورة ضد الدولة من أجل نسيان تجاوزاتهم (أذكركم بالرسالة التي بعث بها ضباط من الأمن إلى الباجي قايد السبسي)
ماقام به سمير الفرياني هو محاولة تحطيم هذه القوى بالطرق الديمقراطية التقليدية. لكن هذه الطرق الديمقراطية لا يمكن أن تنجح في بلدنا لأن بلدنا ليست ديمقراطية الآن، ولأن الصراع مستمر.
ماقام به سمير الفرياني هو الإختبار الحقيقي لمدى إستعداد هذا الشعب للديمقراطية والحرية. هل سيثور غيرة على إخوانه أم سينام راضيا بشبه الديمقراطية التي نحن عليها الآن؟
إنني أعتقد أن لا يمكن تأسيس نظام ديمقراطي حقيقي إلا إن إعتمدنا شفافية شاملة. لذلك يجب أن نعرف كل الحقيقة، ويجب أن يتحرك المواطنون من أجل المطالبة بحقيقة 14 جانفي، وحقيقة من أطلق النار على المتظاهرين السلميين بغرض القتل المجاني، ومن أطلق العنان للعصابات ليلة 14 جانفي وحقيقة ما قاله سمير الفرياني.

dimanche 1 mai 2011

تجربة التدين:1-مصدر وتطور تجربة التدين كتجربة للوعي

التدين كظاهرة إقترن في الواقع مع ظهور أولى التجمعات والتنظيمات الحضارية والثقافية. إن تطور ظاهرة التدين هو ظاهرة معقدة لعب فيها تطور التجمعات والطبقات وأساليب الإنتاج والثقافة دورا مهما. لذلك فدراسة هذه الظاهرة أمر صعب جدا إن لم نقم بتتبع تاريخي حذر للأحداث وللمجتمعات. رغم ذلك فقد إرتأيت تبسيطها بتقسيم الظاهرة إلى قسمين : التدين من حيث هو ظاهرة فردية مرتبطة بالوعي، والتدين من حيث هو ظاهرة إجتماعية.
نشأ التدين كمكمل للوعي والعقل. إذ عندما إنتقل الإنسان من مرحلة الحيوان إلى الإنسان، تميز خاصة بظهور الوعي، أي إدراك الأشياء عي علاقاتها مع الذات، مع الزمن ومع بعضها. إن الوعي، كنوع من تجليات العقل، قد نزع إلى إيجاد نظام يدخل فيه الكون برمته بحيث تكتمل بنية الوعي بإكتمال تصوره للكون.
هذا التطور التاريخي إتخذ طريقا تدريجيا لعبت فيه الطقوس الجماعية، اللاوعي وطرق العيش والإنتاج دورا مهما على مدى آلاف السنين. غير أن هذا التطور البطيء للوعي رافقه إدراك تدريجي لحقيقة مرة : أنه لا يمكن إدخال الكون في العقل!
إنها لمأساة تاريخية عاشها الإنسان على مدى آلاف السنين وهو يصارع الطبيعة التي للا يفهمها، وإن كان يدرك بعض قواعدها. هذه الحقيقة العدمية الهائلة كانت كفيلة بتدمير الإنسان الذي إكتسب ثمرة الوعي المقدسة، فإذا به يدرك أن ليس بإمكانه التوحد مرة أخرى مع الكون بعد أن كان، في طوره الحيواني، في سكرة أبدية متوحدا مع الطبيعة والأشياء.
الإنسان المعاصر المتخم بإنتاجات الحضارة والتقنية، قد لايحس بعمق هذه المأساة، وقد يسخر من ذلك الكائن البدائي العاري وهو ضائع مع أمثاله وسط أدغال وحيوانات لايدري من أين أتت، وهو مقيد بقوانين تفوق عقله، وهو يصارع الطبيعة كل يوم من أجل أن يعيش.
بالنسبة لي فإن التدين هو إجابة للاوعي الفردي والجماعي من أجل إكمال الوعي وتعديله. بطريقة أخرى فإن التدين يفرض التخلي عن جزء من الوعي من أجل إستعادة الوحدة مع الكون التيب أضاعها تطور الوعي والعقل.
هذا تفسير مبسط من عندي لنشأة التدين. وسيكون محور المقال القادم هو تطور الظاهرة الدينية إلى العصر الحديث. ولذلك سيكون ضروريا التطرق إلى تفاعل الظاهرة الدينية مع محيطها الإجتماعي والسياسي

تجربة التدين

في وسط معمعة الصراع الإيديولوجي بين التيارات الإسلامية والعلمانية في تونس، خطر لي كتابة بعض المقالات عن الظاهرة الدينية عامة، وعن ظاهرة التدين في المجتمعات العربيةالإسلامية وتونس خاصة. هدفي من هذه السلسلة هو إعطاء نظرتي لظاهرة التدين بطريقة تكون غير مبتذلة وسطحية.
إنني إذ أكتب عن التدين، فإنني لا أدعي إختصاصا أكاديميا ولا إمتيازا فكريا. رغم ذلك، فإن مستوى النقاش الذي أراه على الساحة يجعلني متأكدا أن تطرقي لهذه المواضيع ليس بالبذر في الصحراء بطريقة غير نخبوية هو شيء مهم عندما ننشد التغيير على نطاق إجتماعي واسع

lundi 25 avril 2011

هل سنشهد 7 نوفمبر جديد؟

شوفو معايا السيناريو هذا.

رشيد عمار والسبسي والمبزع وأصحابهم من الكبارات يواصلو على هالمنوال. لا محاسبة، لا شفافية ولا تغيير حقيقي. المناطق المحرومة إلي ضحت من أجل التغيير وقت تشوف إن شي ماتبدل تولي تمشي بكل ثقلها وراء الحركة إلي عاقدين عليها النوارة بما أنها تحكي باسم الدين، وما أدراك مالدين.

حركة النهضة إلي بدات من توة تفرض بالقوة حاجات على المجتمع تتغول بمساعدة من المخابرات إلي يمكن حتى تعطيها تشجيعات من أجل باش تحس روحها قوية بما يكفي.

في نفس الوقت، المجتمع بما أنو منقسم بين رافض وقابل لهذا التغول، يولي يدخل بالشوية بالشوية في العنف اللفظي. والعنف اللفظي يجيب العنف الجسدي.

بعد شوية أشهر من المصادمات، يقع الإنقلا ب العسكري متاع الجيش، حل حرڭ النهضة وإلغاء المسار الديمقراطي تحت مباركة شعبية. وترجع نفس النخبة تحكم من جديد.

هل هذه النظرية ممكنة؟ حلل وناقش

dimanche 24 avril 2011

أيها الناس

أيها الناس، أين المفر؟ التجمع من ورائكم والنهضة أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه البلاد أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بماله وكذبه، وتومويلاته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا عقولكم ووطنيتكم، وإن امتدت بكم الأيام على إختلافكم، ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم، وتعوَّضت القلوب من قبولها لكم الجراءة عليكم والقمع الرهيب لفكركم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم ببتوحيد صفوفكم وأخذ المبادرة منهم فهم أغبى من أن يغلبونا بفكرهم، وإن انتهاز الفرصة فيهم لممكن، فلا تضيعوها.

samedi 23 avril 2011

خطر اللجوء للعنف وضرورة العمل السلمي في تونس مابعد الثورة

أحد أكبر الأخطاء التي وقعت فيها الحركات الإحتجاجية بعد القصبة 2 هي اللجوء إلى العنف تحت شعار الإنتقام من البوليس أو التجمع أو غير ذلك. هذا اللجوء إلى العنف أدى إلى مأساة سقوط قتلى وأنا هنا إذ لا أنزه أبدا الداخلية من مسأوليتها فإنني أعتقد أن من الضروري للحركات والوقفات والمسيرات الإحتجاجية أن تحول بالقوة دون تحول هذه المظاهرات السلمية إلى عنف.
يجب أن يفهم كل شاب متحمس أن العنف هو طواقة النجاة التي تنقض الحكومات القمعية وتعطيها الشرعية للقمع. هذا ما وقع في إعتصام القصبة 3 حيث إستغلت الداخلية أحداث العنف من طرف أشخاص غير واعين وسوقتها للمواطن عن طريق التلفزة والإنترنات مما أعطى زخما للثورة المضادة وللأغلبية الصامتة.
أنا من هنا أدعو كل أحرار تونس للتصدي لكل مندس وعميل عدو للشعب يحاول إستعمال العنف من أجل تشويه الحركات الإحتجاجية. بالدارجة : أي واحد يرمي حجرة يلزم على راسو طريحة تشعفو طول عمرو!!
مع التمنيات بالنصر للشعب على كل جرذ عدو للحرية

samedi 12 mars 2011

هذا ردي على دعاوي الإعتصام

تقسيم التجمع إلى 10 تجمعات : حق تأسيس الأحزاب هو حق دستوري ولا يمكن منع إنسان من هذا الحق إلا من طرف القضاء وبعد إدانته بجريمة واضحة حسب القانون. فاذا أردتم منع شخص من العمل السياسي فهناك القضاء هو الفيصل.
...ء كذبة حل البوليس السياسي في حين أن إسمه فقط تغير تعيين معتمدين تجمعيين للنخاع : لماذا لا تعتصم كل ولاية أو معتمدية في موقعها وتطالب بخروج مسئوليها التي لا تريدهم؟ ثم هل إن الإعتصام هو السبيل الوحيد؟ ألا يجب تقديم عرائض بالصدد وتقديم وفود للتفاوض قبل القيام بإعتصام يعطل الدولة وربما يتسبب في مآسي مثلما رأينا في الأسبوع الماضي.
كذبة حل البوليس السياسي في حين أن إسمه فقط تغير : هل من دليل على ذلك؟ أم هي إشاعات لأشخاص يريدون فوضى لاتنتهي؟ أبرزو أدلتكم.
أحكام مضحكة لعصابة السراق : القضايا لا زالت في بدايتها. فإذا كنتم تريدون قضاء متقل يجب أن تحترمو هذا القضاء.
منح تراخيص بإنشاء أحزاب لمجرمين في حين أن مكانهم هو السجن : هل من أدلة على ذلك؟ وإذا كانو مجرمين لماذا لاتتقدمون بقضاياكم إلى المحاكم؟
المشروع الإستعماري الاوروبي الجديد من خلال إغراق البلاد بالديون : هذا موضوع فيه نظر. إذا كنتم تريدون تشغيل مآت الألوف من الأشخاص، فنحن نحتاج إلى رؤوس أموال وإستثمارات. ونحن لسنا بلدا نفطيا أو غنيا لنستغني عن الخارج أحببتم أم كرهتم. فإذا أردتم الإستغناء عن الدعم الأجنبي فيجب تقديم بديل واقعي ومنطقي وبالأرقام.
تدخل الولايات المتحدة : البعض يعتبر مجرد زيارة كلينتون هي تدخل وإستعمار عملا بمبدأ القذافي في الإنغلاق على الذات والتصدي للإمبريالية. هذه الطريقة المضحكة في التفكير لأشخاص لا يحسون بالمسؤولية وهدفهم الوحيد هو الركوب على الثورة من أجل إيهام الناس بماض ثوري غير موجود (مثل عبد السلام جراد والغنوشي).
ولا ننسى أن هذه الحكومة تشكلت منذ أسبوع فقط وأنها ليست لها عصا سحرية لتغيير الأشياء وستفشل حتما إذا ما أصر الإنتهازيون وثوريو الساعة الأخيرة في تعطيلها.
لهذه الأسباب أعتقد أن إعتصام القصبة الجديد هو خطوة خاطئة ستتسبب في مزيد من الجهويات والإنقسام في البلد. إنني أدعو كل شخص إلى تجربة وسائل أخرى للتعبير السلمي والتغيير بعيدا عن تعطيل البلاد بطرق راديكالية منافعها أقل من مضارها.

mardi 8 février 2011

علاش يلزمنا نستعملو اللغة الدارجة

أنا من أنصار اللغة الدارجة موش فقط كلغة للتخاطب، وهي كذلك رغم كل المجهودات الي يعملو فيها الجماعة الواصلين باش يحيو اللغة الفصحى. بالنسبة ليا، اللغة الدارجة يلزم تتحول للغة أدب، للغة فن ولما لا يوما ما للغة علم! وهذا حقيقة تحدي لو كان ينجحو المثقفين فيه يمكن يبدل الثقافة متاع بلادنا تبديلا كاملا.
اللوغة الدارجة كلوغة مستعملة يوميا للتخاطب هي لوغة قريبة ياسر من العقل. على خاطر يلزم تعرفو إنو سرعة البديهة والذكاء وحتى الخيال ما يجيش فقط من قوة المخ كوحدة منفصلة على الواقع. راهي تجي زاده من مدى تماهي المخ مع الواقع ومع الوعي. بحيث إن اللغة الدارجة لما تكون لوغة الفكر، تخلي إلانسان يعيش الفكر متاعو، وهاذي حاجة مهمة برشه!!
فمة مشكلة في الوطن العربي اليوم هي الإنفصال العجيب مابين لوغة الأدب والفكر: العربية الفصحى وما بين لوغة الشارع والشعب. بحيث يولي الإنسان العربي يتصور في داخلو إنو فمة لوغة للشارع، للأمور الدنيوية (الدونية) ولوغة راقية للأدب والدين والفن. يلزم المثقفين وحتى العباد العادين يتخلصو مالإزدواجية هاذي.
يلزم الإنسان العربي يحس إنو يتكلم في كل لحظة لوغة راقية وساهلة في نفس الوقت. ما نحبش لوغة فيها آلاف القواعد النحوية والصرفية و و و... راهو ماهوش صدفة إن اللغة الإنجليزية هي الطاغية اليوم خاطرها لوغة ساهلة، بسيطة، وقريبة من الواقع والعقل.
الجمود متاع اللوغة الفصحى من قرون عدة رافقو زاده جمود في العادات والثقافة. آنا ما نحبش نبالغ لكن نعتقد إن الجمود هذا هو واحد من الأسباب متاعا تجمد العقل في لحضارة متاعنا.
وهاو حاجة أخرى: إذا كنت تحب تعمل نهضة ثقافية، حضارية و علمية يلزم النهضة هاذي تكون نابعة من الشعب بكلو. موش من نخبة تكتب وتفهم قواعد الكتابة بالفصحى. اليوم فما برشة نظريات فلسفية وعلمية موجودة ومترجمة للعربية الفصحى. لكن شكون يقراها؟ العباد في الوطن العربي ما يقروش الكتب، ووحدة من الأسباب هي الإنفصال هاذا بين لوغة كلاسيكية ياسر متجمدة ولوغة الواقع إلي هي الدارجة.
لو كان نقارنو وضعية الدول العربية بالدول الأخرى توة نلقو إن اللوغة العربية الي ما تطورتش برشة (وفماأسباب ما نتطرقش ليها للشي هذا) هي في منزلة اللوغة اللاتينية بالنسبة لأوروبا. تصوروا لو كان فولتير، مونتسكيو وماركس كتبو باللاتينية، زعمة فمة شكون باش يسمعهم؟
الموضوع هذا كبير ياسر وخطير. نخلي المجال للخيان باش يخممو فيه

dimanche 30 janvier 2011

كم حرية نحتاج؟

إن من المعروف أن كل مجتمع يمتلك تعريفا محددا لما يمكن قبوله من حرية. وهذه الكمية من الحرية تزداد على ما أعتقد بقدر ما يزداد ترسخ الحضارة في المجتمع. إن مجتمعا يتمتع بحرية مطلقة هو مجتمع له إمكانية التأقلم والتطور أكثر من غيره.
ليس عجيبا إذن أن أكثر البلدان تطورا وقوة هي أكثرها تحررا وثقافة. لما لا ننادي إذن بحرية مطلقة في تونس؟
لأن هناك عاملا آخر يجب أخذه بالحسبان: أن الحرية هي دواء قوي وأن مجتمعا قد لا يكون مستعدا لحرية تفوق درجة تطوره الراهنة. هنا يدخل العامل التاريخي. إن بلدانا ذا تقاليد ديمقراطية عريقة مثل الولايات المتحدة أو فرنسا عرفت تطورا إجتماعيا وحضاريا تزامن مع توسع تدريجي للحريات العامة والخاصة. هذا التطور كان ممكنا لأن فكرة الحرية كانت مركزية في الدستور والنظام.
بالنسبة لتونس ولبلدان كثيرة غيرها فقد عشنا طويلا (مدة قرون!) تحت ملوك وزعماء قتلو فكرة الحرية لدرجة أن وسائل الإعلام اليوم لا تدري كيف تتأقلم مع هذه الحرية الجديدة.
يجب على كل شخص مثقف أو شاب أن يدافع عن هذه الحرية قبل أية فكرة أخرى. هذه الحرية هي التي ستمنع الإستبداد والتخلف. يجب الدفاع عن الحريات الخاصة وإعتناق مبدإ عدم منع أي سلوك ما لم ندرج تحت نطاق العنف. إن نجحنا في ترسيخ هذا المبدأ فستكون ثورتنا فعلا نقطة تحول في تاريخ الأمة العربية.

jeudi 20 janvier 2011

!الى الكفاح أيها المثقفون

إنني أعتقد بقوة أن الثورة التي ظهرت في تونس مختلفة تماما عما سبق.
لقد وقعت من قبل عديد الثورات في العالم العربي الإسلامي. لكن الثورة التونسية تتميز عن غيرها بصفات تجعل منها نقطة فاصلة.
لأول مرة في الوطن العربي (وربما في العالم!!) تقع ثورة و تنجح من دون أي تأطير. تنبع هذه الظاهرة العجيبة من المستوى الرفيع عموما للوعي السياسي عند الشعب مقارنة بجيرانه، ومن القمع الرهيب والغير مبرر حقيقة لكل فكر سياسي حر. لقد إعتقد الديكتاتور (بغباء شديد) أن منع وجود إينتلجنسيا مسيسة سيكفي لجعل كل تحرك شعبي فوضويا إلى درجة تمنع كل تهديد جدي لأجهزةالأمن المدربة والميليشيات الخاصة.
كان شعارعديد الثورات هو القومية العربية أو القطرية. بعض الثورات نادت أيضا بالإنتماء الحضاري لأمة إسلامية لا تزال تحلم بمجد ضاع منذ قرون. لأول مرة نجد ثورة تنادي بالحرية، بالشفافية، ولا تعتمد على كراهية الآخر. وصفها أحد المحللين بأنها بقيمة ثورة 1789 الفرنسية.
واجب المثقف اليوم هو أن يملأ الفراغ الثقافي ويقدم لأبناء الشعب المشروع الذي يفهمونه و يهضمونه في أعماقهم.

lundi 17 janvier 2011

Les dangers pour la révolution

Aujourd'hui on peut dire que la révolution est victorieuse : Ben Ali parti, sa famille et la famille de sa femme ont été exclus, arrêtés ou tués. L'armée contrôle le pays et la garde présidentielle a été mise en déroute. De plus, nous avons la chance d'avoir un chef d'états major assez mesuré et rationnel qui a fait pression pour satisfaire la totalité des revendications du peuple.
Quels sont ces revendications?
-Le départ de Ben Ali : Fait
-Mettre en arrestation les familles corrompus. Certains furent arrêtés. D'autres se sont enfuis dans les pays du Golfe. Cependant, quand l'état sera stabilisé, on pourra les extrader.
-Fin de la censure : Fait
-Une vraie liberté politique. Tous les indices montrent une vraie ouverture sur les différents partis politiques.
-La préparation d'élections libres et démocratiques, contrôlés par des organismes internationaux neutres et reconnus.

Cependant, tous ces signes qui traduisent une vraie volonté politique de rompre avec le passé, ne suffisent pas pour certains. Et ça m'exaspère!

Car aujourd'hui, je pense sincèrement que le plus grand danger pour la démocratie n'est plus le RCD, Ghannouchi ou que sais je encore. Ces gens sont muselés par l'armée et le peuple et ne peuvent plus se permettre le moindre faux pas.
Non! Le plus grand danger pour la démocratie est ceux qui veulent affaiblir l'état et donc provoquer un état de chaos et d'anarchie qui serait propice à un nouveau (ou ancien) autocrate ou à une Irakisation du pays.
Si on veut avoir une démocratie, nous avons besoin de l'état. Un état neutre dont les institutions sont contrôlés par des gens honnêtes et avec des mécanismes de transparence.
Qui sont ceux qui veulent affaiblir l'état?
-Les milices de l'ancien dictateur gardes présidentielles ou policiers ou que sais je encore! Leur objectif est de provoquer un chaos économique et social pour capoter l'expérience démocratique.
-Les pays voisins! Eh oui, vous pensez que Kadhafi est content de ce qui se passe? Des infos font état de l'implication des renseignements Lybiens dans la fuite de Ben Ali. Tout est possible de ce côté.
-les islamistes et opposants radicaux. Ceux-ci, par naïveté ou cynisme, pensent qu'il faut batir un ordre totalement nouveau et que seul un chaos général provoqué par la destruction totale de l'état peut favoriser leurs dessins.
-Les naïfs. Ce sont une sorte d'ados de la politique qui pensent la politique sous prisme moral. Lisez Machiavel parbleu! Certains veulent une vengeance indiscriminée ou une révolution permanente, d'autres veulent exclure un tiers de la population (tous les adhérents au RCD!). Ils sont parfois manipulés par l'une des trois premières catégories. D'ailleurs, il y'en a qui véhiculent des théories complotistes, signe infaillible de faiblesse de l'esprit (Comme quoi il y'a des Américains qui ont ordonné le coup d'état à Général Ammar, que M. Ghannouchi prépare une dictature en appliquant un article de la constitution, que des élections dans 2 mois ne sont autres qu'un complot, que des élections dans 6 mois ne sont autres qu'un complot aussi...)

Face à ces gens, le devoir d'un homme intelligent et attaché à la liberté est de supporter avec toute sa force, le gouvernement provisoire. Un vrai patriote honnête et intelligent comprendra certainement que le plus grand danger n'est pas Mohamed Ghannouchi, mais les catégories que j'ai cité.

Rien n'est plus pénible pour moi que le spectacle des gens dont les actes sont dictés par la volonté de vengeance. Dans la politique, un acte moral individuel peut être le pire acte immoral pour la nation.

samedi 15 janvier 2011

Discussion entre deux Tunisiens

T: ça va ?

M: ça va ça va
Comment ça s'est passé aujourd'hui?

T: Bien calme. J'ai écrit un article sur mon blog

M: Ok je le lis vite. C'est très bien. Tu sais j'ai vu qu'il y a des gens qui veulent dissoudre le RCD

T: oui

M: Je ne pense pas que ce soit possible. On pourra peut être changer son nom ou emprisonner quelques responsables.

T: je t'ai doit qu'on peut le diviser en deux. Ce sera la meilleure solution.

M: On ne peut pas le faire selon la loi

T: la loi c'est le dernier de mes souci

M: L'état n'a pas le droit de le faire

T: non c'est possible via un deal politique

M: Voilà c'est les chefs du parti qui doivent décider eux même de changer la structure du parti
mais légalement, on ne peut les obliger à le faire

T: oui exactement
on pourra faire la pression

M: C'est pour ça moi je me méfie beaucoup des gens qui veulent tout changer
C'est comme si ils cherchent à créer un vide pour d'autres partis ou idées
Il faut que le parti d'innove et change radicalement. Et il faut que d'autres partis modernes apparaissent

T: mon grand souci c'est que naturellement
le parti va essayer de contourner notre révolution

M: Je ne pense pas que ce sera nécessairement le cas
La rue a eu une victoire historique et je ne pense pas que ce serait facile de la contourner désormais

T: mais sur l'article je dis que je ne prendrai pas le risque de donner confiance à eux
il faut gagner du temps parce qu'on gagne de l'ampleur avec

M: Crois tu que Rached Ghannouchi est plus démocrate que Mohamed Ghannouchi?

T: R . Ghannouchi est un opportuniste. M. Ghannouchi est un homme sans ambition

M: C'est R. Ghannouchi qui m'inquiète aujourd'hui. Un homme comme M. Ghannouchi je pense peut rénover le parti RCD

T: il ment à qui R. Ghannouchi lorsqu'il raconte une nouvelle version libéraliste de son parti Malheureusement M. Ghannouchi n'a pas d'appui populaire. Je t'explique: M. Ghannouchi est un homme sans ambitions.

M: C'es ça qui est bien

T: c'est pourquoi Ben Ali l'a gardé depuis 1999
mais ça l'a détruit politiquement

M: Je sais qu'il était au RCD comme beaucoup de monde mais il y a beaucoup de gens qui croient en lui

T: il est maintenant aux yeux des RCD celui qui a renversé Ben Ali. Pour les autres
un traitre à la constitution

M: Mais la constitution a été respectée ! la preuve aujourd'hui on a rectifié le changement du chef de l'état

T: oui. on dit que Ghannouchi a voulu s'emparer du pouvoir
et que c'est le conseil constitutionnel qui a restauré l'ordre
ca il y a eu au Kasserine des manifs anti Ghannouchi

M: J'ai un avis qui est d'ailleurs corroboré par plusieurs sources et analyses. Je ne pense pas que c'est vrai. Je pense que c'est l'armée qui a fait tout depuis 14H du vendredi.
C'est le général Ammar qui a déposé Ben Ali et c'est lui qui a fait le deal avec lui.

T: alors pourquoi on cache ça?

M: Et c'est lui maintenant qui oblige M. Ghannouchi et les autres à faire ce que le peuple attend.
Parce qu'il ne veut pas prendre le pouvoir

T: c'est déjà ce que le peuple demande et revendique depuis des jours
et pk ??

M: Par ce que l'armée ne doit pas prendre le pouvoir. Le pouvoir doit rester civil. C'est fondamental car une démocratie ne peut être militaire

T: sauf dans ce cas : on est dans un état d'alerte!

M:Pour moi, le général Ammar
se positionne aujourd'hui comme le garant de l'état et de la constitution

T: c'est possible mais dangereux. Possible parce que tout simplement les forces du ministère de l'intérieur avouent déjà être commandés par l'armée mais dangereux parce que Ammar avec chaque jour, va donner à la politique la force autoritaire et va restaurer le tout au RCD

M: Je ne pense pas. Le général Ammar va faire retourner l'armée aux casernes quand tout sera fini. Mais les politiques auront toujours la peur de lui et du peuple. Du coup ils n'oseront plus faire ce qu'ont fait les Trabelsi avant

T: Je ne sais pas si on doit lui faire autant de confiance. Les militaires le décrivent comme un homme dur. Il ne se plie pas.

M: il a sauvegardé le peuple, déposé le tyran et il nettoie la rue des bandits. C'est un militaire

T: Il entre dans le jeu politique et c'est très dangereux.

M: Comme je te l'ai dit il est entré hier à cause des événements. Moi c'est le seul aujourd'hui qui m'inspire un peu de confiance

T: c'est la version optimiste du scénario. Il y a un autre scénario plus sombre:
Que l'RCD contrôle bien la situation que l'armée est neutre

M: Mais il est ou le RCD? C'est l'armée dans la rue qui contrôle tout. Le RCD n'a ni armes ni rien.
Il est déshonoré et discrédité. Et l'armée a le soutien et respect du peuple

T: Mais qui peut me garantir que Ammar même n'est pas un RCDiste

M: Je ne le pense pas. L'armée est non politisée. Sinon la révolte aurait été écrasée par les soldats. En fait Le général Ammar a fait un coup d'état qu'il fallait bien faire.

T: Je ne sais pas s'il peut sauver notre avenir

M: C'est au peuple de se sauver lui même. L'armée n'est que 30000 soldats.
Si le peuple ne prend pas sa responsabilité tout sera perdu de nouveau.

T: je crois devoir fonder un parti politique
pour sauver la Tunisie

M: Moi je pense que dorénavant ily' a la liberté d'expression et d'organisation suffisante. On n'a plus besoin de manifestations violentes. Il y'a des gens qui veulent détruire l'état et c'est très dangereux.

T: C'est ce que j'ai dit dans mon article. Il ne faut jamais nous occuper de la sécurité de nos quartiers au point d'oublier notre avenir politique. Il y a un compromis à créer, une balance à établir. c'est ça mon avis actuellement

M:C'est sage. La première mesure est de s'inscrire pour les prochaines élections pour voter! C'est dans 60 jours c'est très important.

T: on doit devenir des citoyens! Pour la première fois c'est important.
Il faut choisir quelqu'un d'honnête et de modéré à mon avis. On verra les candidats

M: Il y'a déjà Marzouki qui se présente.

T: je ne connais pas sa position exacte dans la balance politique

M: Je pense que c'est plutôt de gauche. Il faut vérifier!

T: il ya un appel pour afficher les photos des Trabelsis arrétés. Les gens commencent à douter que c'est une ruse. On le demande de l'armée.

M: Sakhr el materi s'est échappé apparemment. C'est peut être une partie du deal. S'il y'a une vraie liberté on ne les lachera pas.

T:
tiens par exemple sur facebook:
نطالب كل القنوات التونسية البائسة التي عودتنا على الصلاة الدائمة على الطاغية ان ينهوا برامجهم السخيفة حول نشر الرعب بين الناس لإلهائهم عن طرح القضية الرئيسية وهي : كيف سينتهي نظام الطاغية بعد أن رُحّل الطاغي

M: Je ne suis pas tout à fait d'accord. J'ai le sentiment qu'ils veulent tout détruire or détruire c'est plus facile que construire.

T:
autre exemple
إن هذه مؤمرة ضد الشعب التونسي البطل يجب أن تتوقف
غداً الجميع في شارع يهتف تونس حرة و التجمع على برة
svp passer le msg

M:Tu penses que les gens vont suivre?

T: Fort probable
moi je préfère attendre le résultat des négotiations de demain. Il y a de l'espoir que ça puisse progresser.

M: Moi je suis pour punir les plus grands criminels. Mais il faut savoir être modéré. Parfois ceux qui veulent la vengeance sont pires que les criminels eux mêmes
Tu sais je pensai qu'un truc très important c'est de faire un nouveau journal avec des vrais articles de fond

T: Oui c'est un projet excitant. Il faut que le peuple ait autre chose que al Hadath

M:
Mais il faut beaucoup de collaborateurs mais ça demande aussi du financement lourd.

T: les collaborateurs on peut les trouver. Rappelles toi que ça a commencé avec le chômage!

M: Bon c'était une belle discussion. Je publierai ça sur mon blog avec ta permission.

mercredi 12 janvier 2011

الى طغاة العالم

ألا أيها الظالم المستبد
حبيب الظلام عدو الحياه
سخرت بأنات شعب ضعيف
و كفك مخضوبة من دماه
و سرت تشوه سحر الوجود
و تبذر شوك الاسى في رباه

رويدك لا يخدعنك الربيع
و صحو الفضاء و ضوء الصباح
ففي الافق الرحب هول الظلام
و قصف الرعود و عصف الرياح
حذار فتحت الرماد اللهيب
و من يبذر الشوك يجن الجراح

تأمل هنالك انى حصدت رؤوس الورى و زهور الأمل
و رويت بالدم قلب التراب و اشربته الدمع حتى ثمل
ســيجرفك الســيل ســـيل الدماء
و يأكلك العاصف المشتعل

mardi 11 janvier 2011

des photos s'il vous plait

Des photos s'il vous plait

Si des policiers voyous ont osé tirer sur le peuple, c'est qu'ils avaient la ferme certitude que le risque qu'ils encourent en désobéissant est beaucoup plus grand que la honte et le risque de tuer.
Pourtant on est de plus en plus dans un monde épié par des milliers et des milliers de caméras. Un tel monde offre de grandes possibilités pour les appareils d'oppression, mais offre aussi une chance unique pour les résistants.

Dans la lutte infernale contre les tyrans, les peuples doivent ficher et enregistrer leurs bourreaux. Ils doivent garder des photos et classer, traquer ces gens qui trahissent le peuple en servant ses oppresseurs.
Comment fonctionne l'appareil d'oppression? Sur deux sentiment: la peur et l'impunité.
Pourtant, en volant la photo de ce policier tirant sur la foule, on le fiche à tout jamais. Dans 2, 3 ou même 10 ans il pourra être retrouvé par les citoyens et il payera le prix de ses crimes.
Cette sorte d'avis de recherche virtuelles permettra de créer une certaine dissuasion qui est essentielle pour réaliser un vrai changement.

dimanche 2 janvier 2011

Un défi pour les penseurs

Soit un peuple du tiers monde vivant à coté de voisins tantôt religieux tantôt nationalistes. Ce peuple n'a jamais connu que des autocrates et des rois durant toute son histoire. Son élite est soit corrompue, soit arriviste et individualiste.
Problématique : concevoir un régime démocratique sur mesure pour ce peuple, ou la liberté et l'égalité sont garanties. Ce régime doit être assez équilibré et contrôlé pour qu'aucune personne, ou groupe de personnes, ne peuvent prendre le dessus sur le reste du peuple.
Ceci étant dit je vais m'amuser à lire quelques bouquins (Montesquieu peut être tiens...)