mercredi 7 décembre 2011

لعبة المجلس التأسيسي



يمكن تلخيص اللعبة كما يلي:
النهضة تحب أن تثبت نجاحها وهي لذلك مستعدة لكل التنازلات والتضحيات. لذلك فهي لن تقوم بأي خطوة غير عقلانية في هذه السنة. فإن إنتهت السنة بدون مشاكل كبرى ومع إنهاء الدستور سيكون ذلك إنجازا عظيما تستعمله في الإنتخابات القادمة وهي الأهم حسب رأيي. أي تغييرات كبرى لن تقدم عليها النهضة الآن لأنها لا تزال في وضعية ضعف حاليا.
المؤتمر والتكتل يتبعان إستراتيجيا التموقع في الوسط بما يعطيهم ذلك من قوة (حيث لا يمكن إقرار شيئ من دون رضى الحزبين!) ومن ضعف (حيث يتم إتهامهم مثل كل الكتل الوسطية بالتأرجح والليونة وعدم الوضوح...).
القطب والشيوعي والوطد وهي الأحزاب اليسارية "الأصيلة" تلعب على عامل الوقت. إذ هي تراهن على فشل النموذج النهضاوي "الليبرالي" وهو فشل محتوم مالم يقع نوع من الهروب إلى الأمام من أجل حل العقدة الإقتصادية المحتومة  (مشروع مفاجئ لوحدة عربية أو عودة لشكل من التسلط مثلا). إن عملية الإنتخاب بما هي إختيار حول الخيارات العاجلة للدولة تجعل من الخيار المعادي لرأس المال الخيار الطبيعي للطبقات الشعبية (والدليل على ذلك نجاح العريضة الشعبية!!) حتى ولو كان خيارا ضد مصلحتها على المدى البعيد (لأن لا تنمية من دون رأس مال، حتى في الأنظمة الإشتراكية!!).
أما عن الديمقراطي التقدمي، فهو يلعب لعبة المعارضة الأبدية ليطرح نفسه كالبديل الوحيد والطبيعي لحركة النهضة. وهي لعبة سياسية نفعية قبل كل شيئ ولا ترتكز على نظرة بعيدة للتطور السياسي. إذ، تاريخيا،  لا يمكن لحزب أن ينجح بمشروع معارضة وحسب!!