samedi 12 novembre 2011

التعصب

بعد ماعملنا حالة على ساركوزي وفلتمان، جاء الدور توة على أمير قطر! أيا تعرفوش كيفاش، نمشو ننسفوا كل المطارات ونكسروا النزل الكلها ونكسروا كل البارابولات الي تكرس في التبعية لفضائيات الغرب والشرق بحيث مايجينا حد ونعيشوا طلقاء كطيف النسيم!!
طبعا هذه المظاهرات والحركات ليست لأننا نخاف من الإستعمار الفرنسي أو الأمريكي أو القطري بل نكاية في طرف سياسي معين. فالإسلاميون دأبوا من قبل على تسمية اليساريين "بحزب فرانسا" وبما أن التجربة أثبتت أن الناس لا يحبون الحجج المنطقية والعقلية بل يفضلون التنبير والهزان والنفضان، فقد إنخرط اليساريون هم أيضا في اللعبة.
هكذا بقي مستوى الخطاب السياسي هزيلا جدا وتحول إلى تعصب تغذيه عقلية الفيراج التي جذرتها ثقافتنا الفقيرة.
هل سيؤدي ذلك إلى مكاسب لأي شخص؟ ربما لكن الخاسر الوحيد هو البلد إذ لايمكن تأسيس ثقافة سياسية حقيقية بالتعصب الأعمى والتلفيق والتشويه.
إن أردت النقد فليكن نقدك حقيقيا يذهب إلى قلب المشاكل بطريقة واضحة عقلانية ونزيهة بعيدة عن التحامل. هذا هو السبيل الذي يجب أن يعتمده أي سياسي على المدى الطويل حتى ولو كان سبيلا صعبا لا يعطي ثمارا بسرعة.
التعصب ووهم إمتلاك الحقيقة هو أكبر مصائب الحضارة العربية الإسلامية وهي إحدى أسباب تخلفها. لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة مهما كانت شهاداته ودرجاته العلمية. لذلك لاشيئ يبرر التعصب الأعمى.
بالنسبة لي فإن من يتعصب يفارق الحقيقة ويفقد من إحترامي له. حتى ولو كنت تحب شيئا أو تعتقد إعتقادا أو فكرة فلتدع للشك ركنا في عقلك لا يفارقه.

dimanche 6 novembre 2011

كلمة صغيرة عن تونس والتوازنات الدولية


 
كبلد صغير فإن تونس هي حتما تحت تأثير التوازنات الدولية وليست لها القدرة على الخروج منها. فالسياسي المحنك هو ذلك من يقدر على فهم هذه التوازنات وإستغلالها لصالح مشروعه. قطر مثلا تريد تسويق ما يسمى بالإسلام المعتدل وهو مشروع يتوافق مع المشروع الأمريكي لدعم الإعتدال ضد "المتطرفين".
قطر تقوم بمشروع تعتقد أنه سيعطيها نوع من الزعامة على العالم العربي وهو مشروع دعم ما يسمى بالإسلام المعتدل وهي تستغل في ذلك فضائيتها التي يحتكرها سياسيون من هذا التوجه الإيديولوجي تقريبا (مثال دلك أن تغطية الجزيرة عن تونس تمت مع أشخاص من حركة النهضة، الممثل المحلي لمشروع الإسلام المعتدل، بنسبة أكثر من 60% من مجمل التغطية).
في الأخير فإن هذا ليس مشكلة. إذا أردنا أن يكون لنا إستقلال حقيقي، فيجب أن نرتقي بأنفسنا وإعلامنا وثقافتنا لنصبح مأثرين في الآخر وليس متقبلين فقط. أما إذا حافظنا على أمثال سمير الوافي مثلا في إعلام هزيل سطحي، فلا تستغربوا إنتشار السلفية أو المذاهب الشيعية والجهادية وغير ذلك.
وكلمة عن الثورات العربية. لقد قال حسنين هيكل كلاما مهما جدا على الجزيرة عندما قال بأن ليست هناك ثورة تستعين بالخارج بل عليها إنتظار النضج حتى تكون قادرة على كنس النظام وتغييره بنفسها. من هذا المعيار فإن ثورة تونس هي الوحيدة التي تنطبق عليها مواصفات الثورة. أما مصر فهي لا تمتلك هذه المواصفات ولا يعدو ما يحدث هناك تغييرا للوجوه الكبرى مع المحافظة على السلطة العسكرية التي ستبقى حتما لمدى غير معلوم الحاكم الفعلي للبلد. في ليبيا واليمن وسوريا لا وجود أيضا لمقومات الثورة حيث الثقافة القبلية والطائفية والدينية تطغى على الشعور الوطني الضروري لحدوث لحظة الثورة الحقيقية.
في تونس هناك تحول حقيقي قد يكون سابقة في بلدان المنطقة وذلك بفضل توافق يكاد ي
كون نادرا بين القوى السياسية حول شكل الحكم الديمقراطي. لذلك فإن الدول الخارجية قد لا تكون لها القدرة علي التأثير على مجرى الأحداث هنا بقدر ما هو الحال في ليبيا سوريا واليمن حيث أصبحت معركة جيوستراتيجية متداخلة مع الصراع العربي الإسرائيلي، مسألة النووي الإيراني، المكانة الحيوية للحلف الأمريكي مع آل سعود.
أعتقد أن أفضل طريق للرجل السياسي المحنك هو التركيز على الواقع التونسي المحلي من أجل إنجاح التجربة الديمقراطية. إذا نجحت التجربة هنا، ستكون قاطرة ومصدر إلهام للآخرين لإنضاج عوامل الثورة لديهم.