vendredi 30 septembre 2011

الثوريون والثورجيون

اليوم تذكرت المقولة الشهيرة : الثورة يخطط لها الأذكياء، ينفذها الشجعان ويقطف ثمارها الجبناء ويركب عليها الجرذان
هكذا تم تخوين وتكفير من خطط وساهم فعلا في الثورة (المرزوقي تم تكفيره، الشابي تم نسيان كل نضاله، لينا بن مهني وسليم عمامو تم تلطيخ سمعتيهما في الوحل) بينما تقوم الأوساط السلفية والإسلامية مدعومة بملايين الدولارات القطرية والنهضوية بتسويق وجوه تلائم النظرة الوهمية التي تريد ترويجها عن الثورة ومن قام بها.
هكذا تحول أمان الله المنصوري، ذلك الجرذ الجاهل الذي كانت مساهمته الوحيدة هي البحث في نظريات المؤامرة ومهاجمة كل المناضلين الحقيقيين، إلى رمز للثورة تحاوره الجزيرة وتأخذ رأيه. هذا الجرذ (وأعتذر عن قسوتي، ولكن الغضب الذي ينتابني يبرر أكثر من ذلك) الذي كان يرفض الترحم على البوعزيزي لأنه منتحر، الذي إحترف الترويج للخرافة والجهل، والذي كان أول تحرك ميداني له هو إحتجاج أمام سفارة مصر في فيفري (بعد الثورة) يتم اليوم التسويق له بتقنيات إلكترونية وإعلامية مدعومة بالمليارات، تماما مثل ما يقوم به سليم الرياحي في الإتحاد الوطني الحر.

mercredi 7 septembre 2011

حلم الوحدة العربية:7ـ خاتمة

ليست الفقرات السابقة سوى محاولة بسيطة لوضع لبنة لما يمكن أن يكون عليه تنظيم مثالي يضمن حقوق الأفراد والأقليات ويجمع كل المواطنين بكامل إختلافاتهم في إطار مشروع مجتمعي وسياسي تاريخي. بعض هذه المبادئ موغل في الحذر وذلك ضروري نظرا للتجارب المأساوية العديدة التي مرت بها المشاريع الوحدوية القديمة.
إن وحدة عربية لا تضمن حق الإختلاف والإبداع والفكر هي مثل جمع للأصفار. صفر+صفر=صفر. إن ما أريده هو جمع للطاقات والإرادات وليس جمعا للكسل والإحباط. ومن أجل ذلك لابد من مشروع يحترم الخصوصيات، يحافظ على الحريات والحقوق، ويضمن الأهداف الحقيقية للمشروع الوحدوي: النهضة الحضارية والعلمية والثقافية.

حلم الوحدة العربية: 6ـ بعض الضوابط لضمان نجاح الفكرة

إن ما نسميه العرب هو في الواقع أمة وريثة لحضارات ورجال صنعوا التاريخ منذ أكثر من 5 آلاف سنة. من بينها الحضارات الفرعونية والآشورية والبابلية والقرطاجية والعربية الإسلامية. بالنسبة لي فإن مشروع إتحاد الشعوب العربية هو إحياء لأمة غادرت التاريخ منذ بضع قرون وحان الوقت لرجوعها.
إن ما أتحدث عنه في هذا المقال هو محاولة بسيطة لتنفيذ هذا المشروع الأسطوري الذي حلمت به أجيال وأجيال. وقد حان الوقت لنتعلم من أخطائهم.
بنود الإتحاد الأساسية:
ـ إحترام حقوق الأقليات: لا يجب أن يكون الإتحاد إنصهارا كاملا، بل لا بد من العمل على الحفاظ على التميزات الثقافية بما يكفل غنى الحضارة العربية. بالتالي فإن حقوق الأقليات اللغوية والدينية والمذهبية والفكرية يجب أن تكون مقدسة.
ـ لن ينجح هذا المشروع إلا بإحترام الحقوق والحريات الأساسية (الفكر والتعبير والإعتقاد والإجتماع وغير ذلك).
ـ حرية التنقل والإستثمار بين الدول العربية في قدر المستطاع (أي بما يكفل عدم وجود إختلالات بسبب موجات نزوح كارثية مثلا وعدم سيطرة رؤوس الأموال على السلطة أو على المجتمع).
ـ تخصيص جزء مهم من مداخيل كل قطر في إطار صندوق للتنمية الشاملة على مستوى الوطن العربي كاملا. يقوم هذا الصندوق بدعم ءو بعث مشاريع وتجهيزات بما يكفل إلتحاق الجهات المغيبة (وهي كثيرة جدا) بمستوى المعيشة في المناطق والمدن والبلدان الغنية. هذه النقطة مهمة جدا من أجل تسريع النمو الإقتصادي، توسيع السوق الداخلية، الحفاظ على السلم الإجتماعية، الحفاظ على التوازن السكاني وعدم إيجاد موجات نزوح وتركز سكاني كارثية تعصف بالمشروع الوحدوي منذ البداية.
ـ بعث وتشجيع المشاريع العلمية والتكنولوجية الكبرى بما يسرع الإستقلال التكنولوجي والعلمي (شبكة عربية للعلوم والتقافة عبر الإنترنات مستقلة عن الدوائر الحاكمة، مكاتب كبرى مثل مكتبة الإسكندرية...).
ـ لابد من تخيل ميكانيزمات للمراقبة بما يكفل عدم ضياع الموارد والثروات وعدم تغول الحيتان. إن الفساد المالي هو إحدى أكبر مشاكل العالم العربي عبر التاريخ، وهو أكثر ما يكرهه العربي حسب رأيي.
ـ لكل قطر (أكثر من 5 ملايين ساكن مثلا) الحق في وضع القوانين الداخلية الخاصة به. على أن هذه القوانين يجب أن تحترم الحريات الأساسية وحقوق الإنسان.
ـ السياسة الخارجية تصاغ عبر رئيس منتخب وبمراقبة مندوبي كل البلدان المكونة. القرارات المصيرية تكون دائما بالإجماع.
ـ لا للتدخل في التنظيم الداخلي لبلد آخر. يلتزم كل مواطن بقوانين البلد المضيف وذلك لضمان عدم نشوء الحزازيات والصراعات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

mardi 6 septembre 2011

حلم الوحدة العربية: 5ـ مالحل للقضية الفلسطينية؟

إن وزن القضية الفلسطينية وأثرها السياسي، الإقتصادي والنفسي على الشعوب العربية، يجعل من الوهم تخيل نجاح مشروع وحدوي دون حل هذه القضية. سأعطي في هذه المقالة، بعجالة شديدة، بعضا من أفكاري عن كيفية حلها.
إحدى الحلول الممكنة هو  تخيل صيغة تدخل فيها إسرائيل وفلسطين إلى كنف الوحدة العربية، كعضوين أو كعضو مختلط القومية. من إيجابيات هذا الحل: إنهاء الصراع على الحدود بما أنه لن يكون للحدود تلك القيمة الأمنية إلإستراتيجية التي لها الآن، ولأنها ستصنع من أحد ألد أعداء الأمة عنصرا من عناصر قوتها. أنا أعرف أن هذه الفكرة طوباوية جدا، إذ كيف سيقبل متعصبوا السلفية بالتوحد مع أعضاء حزب إسرائيل بيتنا؟ وكيف ستقتنع إسرائيل بإنتمائها لهذه الحضارة الشرقية من بعد آلاف السنوات من التغرب؟ لكنني أعتقد جازما أن منافع هذا التقارب هي هائلة، وأنه لابد من دراستها دراسة جدية.
إذا كان هذا الإقتراح مستحيلا، فإن الحل الآخر والبديهي هو المضي قدما في عملية سلام تعتمد على مبادرة السلام العربية 2002. لمدة سنوات عديدة، لم تتحمس إسرائيل لمعاهدة تنهي الصراع العربي الإسرائيلي وذلك لإيمانها بتفوقها العسكري وبالدعم الأمريكي الذي يجعلها لا تحتاج في الحقيقة إلى السلام. لكن الوضعية في حالة الوحدة العربية ستكون مختلفة جدا، والتهديد الإستراتيجي لإسرائيل سيكبر بشكل هائل، ولن يكون بالإمكان المحافظة على حالة اللاسلم ـ لاحرب. يمكن إذا المضي قدما في المفاوضات في نفس وقت توحيد الأجهزة العسكرية بحيث يكون التهديد الإستراتيجي وسيلة ضغط ناجعة، لا تهدف للحرب الشاملة، بل تهدف للسلام العادل والنهائي.
ــــــــــــــــ

dimanche 4 septembre 2011

حلم الوحدة العربية:4ـ لماذا فشلت مشاريع الوحدة في القرن العشرين

لماذا فشلت تجارب الوحدة طيلة القرن العشرين
على مدى القرن العشرين كانت هناك عديد المحاولات من أجل الوحدة، فشلت كلها لأنها لم تأخذ في الإعتبار الإختلافات التي تحدثت عنها في الجزء السابق، ولأنها لم تهدف لخدمة وحدة الجماهير بقدر ما كانت وسيلة للنخبة للحصول على كعكة أكبر(مثال وحدة مصر وسوريا في الستينات مفيد من هذه الناحية). من أهم أسباب الفشل أيضا الطبيعة الديكتاتورية للأنظمة التي إدعت السعي للتوحد.
إن من الميزات الأساسية للديكتاتورية هي الجمود والعمى عن رؤية تغيرات العالم، بينما الوحدة تفترض نسقا سريعا من التغييرات، بعضها مؤلم، من أجل التأقلم السريع والوصول إلى نقطة إستقرار إجتماعية وإقتصادية جديدة.
من أسباب الجمود أيضا التكلس الإيديولوجي لأشخاص يريدون قولبة المجتمع حسب أفكار فوقية. لقد جنحت كل المحاولات الإديولوجية إلى تقوية الدولة على حساب المجتمع والفرد، ووجدت هذه التجارب أقسى قوتها في التجارب المأساوية لحزب البعث الفاشي في سوريا والعراق.
ومثل كل المحاولات الكليانية، فقد جنحت التجارب التوحيدية للناصريين والبعثيين لإضطهاد الأقليات بوصفها عقبات أمام المشاريع الوحدوية. فكيف نستغرب إذن ما وقع في السودان والعراق وسوريا من تمرد لأطياف واسعة من المجتمع نتج عنها فشل ذريع للمشروع الوحدوي ولهزائم مأساوية.
معضلة القضية الفلسطينية ومجابهة الغرب:
مثلما قلت في الجزء الأول من المقال، فقد مثل الصراع العربي الإسرائيلي عقدة العقد وأحد أركان المشروع الوحدوي العربي في الشرق مع الإستعمار الغربي. لقد نظر عديد المثقفين العرب للوحدة، ليس كسبيل لقوة ورفاهية وتقدم الشعوب العربية وحسب، بل خاصة كوسيلة لحشد القوة الكافية لهزم إسرائيل ومجابهة الغرب. وبصفة أوتوماتيكية وطبيعية، تحول الغرب وإسرائيل إلى أعداء للوحدة العربية وفعلوا الكثير لإفشالها. فمثلا قامت الولايات المتحدة بدعم حلف بغداد بين الملكيات الأردنية والعراقية كجبهة لمواجهة المشروع الوحدوي "التقدمي" الذي حملته سوريا ومصر. كما أفشلت إسرائيل بموقعها الإستراتيجي ونصرها في 1967 إمكانية الوحدة المصرية مع الشرق، وأجبرتها على الخروج من التضامن العربي عبر كامب ديفيد.
إن البحث في إمكانية الوحدة العربية يقتضي منا أخذ العبر من كل هذه النكسات حتى لانعيد إنتاج نفس النكسات. هل ستكون الوحدة العربية إيذانا بحرب عربية إسرائيلية شاملة (تذكروا أن لإسرائيل مئات الرؤوس النووية وتحالفا عضويا مع الولايات المتحدة). إن العديد من الشعوب والمثقفين العرب لا يرغبون في مثل هذه المشاريع الوحدوية لأنهم يتذكرون ما تسببت به هذه المشاريع من مآسي طيلة القرن العشرين.
ـــــــــــــــــــ

vendredi 2 septembre 2011

حلم الوحدة العربية: 3ـ لماذا الوحدة؟

سأحاول إعطاء تحليل للإيجابيات الممكنة لوحدة تجمع الشعوب العربية.
هذه الإختلافات الكبيرة بين الشعوب العربية قد تغري الإنسان باليأس من التوفيق بين هذه المجتمعات. ولعل البعض يعتقد أن بإمكانه العيش لوحده في دولة صغيرة منقطعا ومستقلا عن محيطه، منفصلا عن ما لا يريده عند جيرانه.
لكن ذلك للأسف هو خيار سيئ حسب رأيي.
إذا أراد شعب ما التقدم والحرية والرخاء، فإن عليه أن يعمل على إمتلاك القوة والموارد. إذ ذلك هو القانون الوحيد السرمدي. أما الأصدقاء والتحالفات والمنظمات فهي بطبيعتها تمر ولا تبقى.
كيف يمكن أن تكون قويا، إذا كان شعبك لا يتجاوز العشرة ملايين نسمة؟ إذا كان بلدك فقيرا يستورد الغذاء والدواء والآلات؟ إذا كان نصف البلد صحراويا قاحلا؟ إذا كنت لا تمتلك تقاليد صناعية وثروات طبيعية؟ إذا كنت تعتمد في حماية نفسك على صداقة ومساعدات وتقنيات الغير؟
كيف أردنا إمتلاك مصانع للطائرات والسيارات والإلكترونيات والقيام بتحسين الزراعة والإتصالات؟
إذا أردنا أن نعيش أحرارا، أقوياء وأغنياء، فلابد من إمتلاك مقومات النهضة الحضارية والعلمية والصناعية. ومن أجل ذلك نحن نحتاج للموارد (نفطية ومعدنية ومالية وغير ذلك)، للخبرات (آلاف من التقنيين والعلماء والمهندسين في كل المجالات)ولسوق إستهلاكية داخلية كبيرة. من دون هذه المقومات فسنكون دوما شعبا ضعيفا عالة على الغير ومستوردين لصناعة وآلات الغير ومفرطين في مواردنا.
إن الوحدة هي حل واقعي وحقيقي لهذه المعضلة.
لنفترض هذا الحلم مثلا: وحدة بين شعوب تونس، مصر، سوريا وليبيا في إطار فدرالي. سيكون لدينا ما يكفي من الموارد النفطية والمعدنية والسكانية للقيام بمشاريع كبرى. ويبقى الإطار الإستثماري مسألة مطروحة للنقاش.