samedi 8 octobre 2011

برسيبوليس


قامت قناة نسمة بعرض فيلم برسيبوليس (برسيبوليس هو إسم إحدى أهم مدن إيران في عهد الإمبراطورية الفارسية الأخمينية، ووقع تدميرها من قبل القائد العسكري الإسكندر المقدوني في غزواته المعروفة). ولعل إختيار هذا العنوان من قبل مرجان سترابي يهدف إلى مقارنة إستيلاء الإسلاميين على الحكم بكارثة تدمير مدينة برسيبوليس الأسطورية من قبل الهمج والبرابرة اليونانيين والمقدونيين.
جنود الإسكندر يحرقون المدينة المقدسة برسيبوليس
 وكالعادة إنشغل البعض بسفاسف النقاشات دون التطرق إلى مضمون الفيلم أو التساؤل عن الصورة التي يظهرها عن إيران اليوم.
فيلم برسيبوليس يبرز معاناة فتاة من عائلة من الطبقة الوسطى المثقفة أمام التحول الذي شهدته الدولة الإيرانية. إن كل ماأظهره الفيلم من معاناة المثقفين والمعارضين، من ضياع الشباب، من حفلات سرية، من علاقات بشرية مشوهة، من كراهية للذات وإحتقار للهوية الإيرانية هو حقيقة عاينتها بنفسي في أوروبا عندما قابلت عديد الإيرانيين هنا. إنهم يشبهون مرجان سترابي في عديد الوجوه في توقهم للمعرفة، تشوقهم للحرية وكراهيتهم للملالي.
هل أن السيناريو الإيراني ممكن اليوم؟ بالنسبة لمصر فإن هذا السيناريو محتمل جدا إلا إذا قام الجيش بإنقلاب عسكري وأرجع حكم العسكر. لا توجد أي قوة سياسية في مصر توازي قوة الإخوان المسلمين. ولقد أدرك المجلس العسكري ذلك لدرجة أنه بدأ بمحاولة التوصل لتفاهم مع الإخوان وإقتسام السلطة معهم على حساب القوى اليسارية والليبرالية (الذين كانت تجمعاتهم أقل عددا من تجمعات السلفيين مثلا).
في تونس الإحتمال أقل نظرا لأن المجتمع التونسي لم ينسى بعد الإعتدائات التي قام بها الإسلاميون في نهاية الثمانينات. لكن الإحتمال يبقى ممكنا وحقيقيا نظرا للتأثير المدمر لفضائيات الشرق التي صاغت لوحدها وعي شباب اليوم في غياب المثقفين الذين تم سحقهم ومنع كتبهم من قبل بن علي.
هناك شيء آخر يشير له الفيلم : هو تلاقي الأفراد من الثقافة العربية الإسلامية بالغرب وماينتج من ذلك من حيرة وألم في كثير من الأحيان. لقد أرادت مرجان الإندماج في المجتمع النمساوي إلى درجة إنكار هويتها الإيرانية وإختراعها لبلد خيالي جديد لها. لكن هل كان ذلك كافيا لها؟ كلا! إذ أنها فتاة شرقية بالأساس، روحها شرقية، وشوقها للمعرفة وعاطفتها شرقيتان أيضا. كيف لها إذن أن تتأقلم م الغربيين التافهين الذين إلتقتهم؟
إن الفكرة الأساسية التي أخرج بها من هذا الفيلم هو أن الشوق إلى الإنعتاق أمر ضروري ونبيل، لكن يجب أن يكون الإنسان مستعدا لدفع ثمن هذا الإنعتاق. لقد أرادت مرجان الهروب من سجنها الإيراني إلى جنة الحرية الغربية حاكمة بذلك على نفسها بالخروج من عالمها السحري. لقد كان من الأفضل لها مقاومة الإستبداد والطغيان بكل الوسائل من داخل عالمها السحري. كان عليها إختراع هذا العالم لو كان غير موجود.

2 commentaires:

Anonyme a dit…

في تونس الإحتمال أقل نظرا لأن المجتمع التونسي لم ينسى بعد الإعتدائات التي قام بها الإسلاميون في نهاية الثمانينات. لكن الإحتمال يبقى ممكنا وحقيقيا نظرا للتأثير المدمر لفضائيات الشرق التي صاغت لوحدها وعي شباب اليوم في غياب المثقفين الذين تم سحقهم ومنع كتبهم من قبل بن علي.
mensonge , gros mensonge déja, tous les écrivains antiislamistes étaient encouragés par BenAli, racontez votre histoire ailleurs, peut être tu trouveras qui te croit

Marouen a dit…

يا أنونيم وقت كان صخر الماطري يبعث في راديو الزيتونة، ووقت كان معرض الكتاب معبي بكتب من نوع عذاب القبر عفاريت الجن، ووقت جميع فضائيات الشرق تروج في المذهب الوهابي والإخواني كان المعارضون والمثقفون الحقيقيون ممنوعون من الراديو والتلفزة وكتبهم ممنوعة. أنا عايش في تونس يا سيدي ونشوف بعيني إلي صاير.