البلاد محتاجة إلى وحدة وطنية. هذه هي الحقيقة إلي تنبه لها المنصف المرزوقي وبن جعفر وقادة حركة النهضة وعديد الشخصيات الرصينة ويجب أن تكون واضحة. من غير تفاهم على المشروع الديمقراطي بين أهم الأحزاب فإن الثورة ستضيع حتما. ومن أجل ماذا؟ من أجل تصلب وعناد إيديولوجي لا يهم المواطن العادي في شيء.
إن مطالبة البعض بترك النهضة تكون حكومتها لوحدها هي غباء ليس بعده غباء وعزلها سيؤدي بها إلى التطرف أكثر في المواقف وإدخال البلاد في دوامة لا تنتهي. كما أن الفشل الذي يراهن عليه هؤلاء سيكون قبل كل شئ كارثة للشعب : أي مئات الآلاف من البطالة والجوعى الإضافيين، آلاف المهاجرين السريين الإضافيين، والفشل الإجتماعي قد يغذي التطرف من جديد ويفشل المشروع الديمقراطي.
العلمانية والعلاقة بين الدين والدولة هي مواضيع مهمة جدا لكنها ليست أهم من الديمقراطية. يجب أن تكون الأولويات واضحة: أولا إنشاء النظام الديمقراطي وتحقيق أهداف الثورة عن طريق المحاسبة والمصالحة والتعويض. ثانيا إرجاع الإقتصاد والنظام التونسي فوق السكة. عندها فقط يمكن لنا أن نتحدث عن المواضيع الإيديولوجية بطريقة جادة وراقية بين مفكرين واعين وناضجين وليس عن طريق التشويه والتكفير بين مراهقين جاهلين على الفايسبوك وغيرها من الأساليب الوضيعة.
إن الشعب لن يسامح الطبقة السياسية أبدا إن أضاعت هذه الفرصة التاريخية وإنشغلت بخلافاتها الإيديولوجية بدل إنجاح المشروع الثوري الديمقراطي. إن الفقراء والبطالة والمظلومين من قبل النظام البائد لا تهمهم أبدا العلاقة الجدلية بين الإيمان والواقع ،بل هم يهتمون أكثر بمن يحقق تحسينا حقيقيا لمستوى المعيشة ويحقق حلمهم في الكرامة.
فلننهي وقتيا إذن هذا الإستقطاب الإيديولوجي ولنبني في إطار الوفاق والتسامح دولتنا الديمقراطية التعددية. فشل هذا المشروع سيكون كارثة على الشعب التونسي وعلى كامل جيرانه.
لا للكراهية إذن!
لا للإستقطاب!
لا لتقسيم الشعب بين مسلمين وكافرين!
نعم للتسامح، للتعاون وللبناء!
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire