dimanche 4 septembre 2011

حلم الوحدة العربية:4ـ لماذا فشلت مشاريع الوحدة في القرن العشرين

لماذا فشلت تجارب الوحدة طيلة القرن العشرين
على مدى القرن العشرين كانت هناك عديد المحاولات من أجل الوحدة، فشلت كلها لأنها لم تأخذ في الإعتبار الإختلافات التي تحدثت عنها في الجزء السابق، ولأنها لم تهدف لخدمة وحدة الجماهير بقدر ما كانت وسيلة للنخبة للحصول على كعكة أكبر(مثال وحدة مصر وسوريا في الستينات مفيد من هذه الناحية). من أهم أسباب الفشل أيضا الطبيعة الديكتاتورية للأنظمة التي إدعت السعي للتوحد.
إن من الميزات الأساسية للديكتاتورية هي الجمود والعمى عن رؤية تغيرات العالم، بينما الوحدة تفترض نسقا سريعا من التغييرات، بعضها مؤلم، من أجل التأقلم السريع والوصول إلى نقطة إستقرار إجتماعية وإقتصادية جديدة.
من أسباب الجمود أيضا التكلس الإيديولوجي لأشخاص يريدون قولبة المجتمع حسب أفكار فوقية. لقد جنحت كل المحاولات الإديولوجية إلى تقوية الدولة على حساب المجتمع والفرد، ووجدت هذه التجارب أقسى قوتها في التجارب المأساوية لحزب البعث الفاشي في سوريا والعراق.
ومثل كل المحاولات الكليانية، فقد جنحت التجارب التوحيدية للناصريين والبعثيين لإضطهاد الأقليات بوصفها عقبات أمام المشاريع الوحدوية. فكيف نستغرب إذن ما وقع في السودان والعراق وسوريا من تمرد لأطياف واسعة من المجتمع نتج عنها فشل ذريع للمشروع الوحدوي ولهزائم مأساوية.
معضلة القضية الفلسطينية ومجابهة الغرب:
مثلما قلت في الجزء الأول من المقال، فقد مثل الصراع العربي الإسرائيلي عقدة العقد وأحد أركان المشروع الوحدوي العربي في الشرق مع الإستعمار الغربي. لقد نظر عديد المثقفين العرب للوحدة، ليس كسبيل لقوة ورفاهية وتقدم الشعوب العربية وحسب، بل خاصة كوسيلة لحشد القوة الكافية لهزم إسرائيل ومجابهة الغرب. وبصفة أوتوماتيكية وطبيعية، تحول الغرب وإسرائيل إلى أعداء للوحدة العربية وفعلوا الكثير لإفشالها. فمثلا قامت الولايات المتحدة بدعم حلف بغداد بين الملكيات الأردنية والعراقية كجبهة لمواجهة المشروع الوحدوي "التقدمي" الذي حملته سوريا ومصر. كما أفشلت إسرائيل بموقعها الإستراتيجي ونصرها في 1967 إمكانية الوحدة المصرية مع الشرق، وأجبرتها على الخروج من التضامن العربي عبر كامب ديفيد.
إن البحث في إمكانية الوحدة العربية يقتضي منا أخذ العبر من كل هذه النكسات حتى لانعيد إنتاج نفس النكسات. هل ستكون الوحدة العربية إيذانا بحرب عربية إسرائيلية شاملة (تذكروا أن لإسرائيل مئات الرؤوس النووية وتحالفا عضويا مع الولايات المتحدة). إن العديد من الشعوب والمثقفين العرب لا يرغبون في مثل هذه المشاريع الوحدوية لأنهم يتذكرون ما تسببت به هذه المشاريع من مآسي طيلة القرن العشرين.
ـــــــــــــــــــ

Aucun commentaire: