dimanche 6 novembre 2011

كلمة صغيرة عن تونس والتوازنات الدولية


 
كبلد صغير فإن تونس هي حتما تحت تأثير التوازنات الدولية وليست لها القدرة على الخروج منها. فالسياسي المحنك هو ذلك من يقدر على فهم هذه التوازنات وإستغلالها لصالح مشروعه. قطر مثلا تريد تسويق ما يسمى بالإسلام المعتدل وهو مشروع يتوافق مع المشروع الأمريكي لدعم الإعتدال ضد "المتطرفين".
قطر تقوم بمشروع تعتقد أنه سيعطيها نوع من الزعامة على العالم العربي وهو مشروع دعم ما يسمى بالإسلام المعتدل وهي تستغل في ذلك فضائيتها التي يحتكرها سياسيون من هذا التوجه الإيديولوجي تقريبا (مثال دلك أن تغطية الجزيرة عن تونس تمت مع أشخاص من حركة النهضة، الممثل المحلي لمشروع الإسلام المعتدل، بنسبة أكثر من 60% من مجمل التغطية).
في الأخير فإن هذا ليس مشكلة. إذا أردنا أن يكون لنا إستقلال حقيقي، فيجب أن نرتقي بأنفسنا وإعلامنا وثقافتنا لنصبح مأثرين في الآخر وليس متقبلين فقط. أما إذا حافظنا على أمثال سمير الوافي مثلا في إعلام هزيل سطحي، فلا تستغربوا إنتشار السلفية أو المذاهب الشيعية والجهادية وغير ذلك.
وكلمة عن الثورات العربية. لقد قال حسنين هيكل كلاما مهما جدا على الجزيرة عندما قال بأن ليست هناك ثورة تستعين بالخارج بل عليها إنتظار النضج حتى تكون قادرة على كنس النظام وتغييره بنفسها. من هذا المعيار فإن ثورة تونس هي الوحيدة التي تنطبق عليها مواصفات الثورة. أما مصر فهي لا تمتلك هذه المواصفات ولا يعدو ما يحدث هناك تغييرا للوجوه الكبرى مع المحافظة على السلطة العسكرية التي ستبقى حتما لمدى غير معلوم الحاكم الفعلي للبلد. في ليبيا واليمن وسوريا لا وجود أيضا لمقومات الثورة حيث الثقافة القبلية والطائفية والدينية تطغى على الشعور الوطني الضروري لحدوث لحظة الثورة الحقيقية.
في تونس هناك تحول حقيقي قد يكون سابقة في بلدان المنطقة وذلك بفضل توافق يكاد ي
كون نادرا بين القوى السياسية حول شكل الحكم الديمقراطي. لذلك فإن الدول الخارجية قد لا تكون لها القدرة علي التأثير على مجرى الأحداث هنا بقدر ما هو الحال في ليبيا سوريا واليمن حيث أصبحت معركة جيوستراتيجية متداخلة مع الصراع العربي الإسرائيلي، مسألة النووي الإيراني، المكانة الحيوية للحلف الأمريكي مع آل سعود.
أعتقد أن أفضل طريق للرجل السياسي المحنك هو التركيز على الواقع التونسي المحلي من أجل إنجاح التجربة الديمقراطية. إذا نجحت التجربة هنا، ستكون قاطرة ومصدر إلهام للآخرين لإنضاج عوامل الثورة لديهم.

Aucun commentaire: