dimanche 30 janvier 2011

كم حرية نحتاج؟

إن من المعروف أن كل مجتمع يمتلك تعريفا محددا لما يمكن قبوله من حرية. وهذه الكمية من الحرية تزداد على ما أعتقد بقدر ما يزداد ترسخ الحضارة في المجتمع. إن مجتمعا يتمتع بحرية مطلقة هو مجتمع له إمكانية التأقلم والتطور أكثر من غيره.
ليس عجيبا إذن أن أكثر البلدان تطورا وقوة هي أكثرها تحررا وثقافة. لما لا ننادي إذن بحرية مطلقة في تونس؟
لأن هناك عاملا آخر يجب أخذه بالحسبان: أن الحرية هي دواء قوي وأن مجتمعا قد لا يكون مستعدا لحرية تفوق درجة تطوره الراهنة. هنا يدخل العامل التاريخي. إن بلدانا ذا تقاليد ديمقراطية عريقة مثل الولايات المتحدة أو فرنسا عرفت تطورا إجتماعيا وحضاريا تزامن مع توسع تدريجي للحريات العامة والخاصة. هذا التطور كان ممكنا لأن فكرة الحرية كانت مركزية في الدستور والنظام.
بالنسبة لتونس ولبلدان كثيرة غيرها فقد عشنا طويلا (مدة قرون!) تحت ملوك وزعماء قتلو فكرة الحرية لدرجة أن وسائل الإعلام اليوم لا تدري كيف تتأقلم مع هذه الحرية الجديدة.
يجب على كل شخص مثقف أو شاب أن يدافع عن هذه الحرية قبل أية فكرة أخرى. هذه الحرية هي التي ستمنع الإستبداد والتخلف. يجب الدفاع عن الحريات الخاصة وإعتناق مبدإ عدم منع أي سلوك ما لم ندرج تحت نطاق العنف. إن نجحنا في ترسيخ هذا المبدأ فستكون ثورتنا فعلا نقطة تحول في تاريخ الأمة العربية.

Aucun commentaire: