يدعي البعض أن ثقافة الغرب هي ثقافة مادية صرفة.و الواقع أن الغرب لم يفصل بين الروح والمادة بل أرجع الدين لمكانه الطبيعي كعلاقة روحية وأحيانا فلسفية بين الفرد، بمعزل عن مجتمعه، وسر الوجود الأسمى. أما الثقافة الدينية الإسلامية، فيما عدا الثقافة الصوفية، فهي تجربة فقيرة من الناحية الروحية، حتى ولو حاول بعض الأشخاص إدعاء الإيمان العميق، لأنه إيمان غباوة وتقليد وليس إيمانا أو إعتقادا نابعا من فكر وتأمل عميقين في الكون. إن مشروع الإسلام السياسي هو إذن مشروع مخرب ومفسد للتجربة الروحية الدينية الحقيقية، بما أنه يعطي أسبقية للمجموعة على الفرد وللتقاليد والأعراف على الفكر والإحساس الفرديين.